أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة ليس مجرد عمليات عسكرية، بل هو تدمير شامل وممنهج للحياة بكل جوانبها، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن حماية القوانين والمبادئ التي قام عليها النظام العالمي.
وخلال تصريحات رسمية، شدّد الصفدي على أن المنظومة الدولية فشلت في محاسبة إسرائيل أو وقف سياساتها القائمة على تجويع سكان غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى أن هذا العجز لم يتوقف عند حد تعطيل قرارات الشرعية الدولية، بل تعداه إلى التخلي عن أبسط القواعد الإنسانية المنصوص عليها في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأشار الوزير إلى أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة كارثية، في ظل التحذيرات الأممية المتصاعدة من مجاعة وشيكة نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، الأمر الذي يجعل حياة أكثر من مليوني إنسان في خطر داهم.
تدمير الأمل وفرص السلام
وأوضح الصفدي أن العدوان الإسرائيلي يتجاوز استهداف المقاتلين ليشمل المدنيين والبنى التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس ومصادر المياه، وهو ما يجعل القطاع مكاناً غير صالح للعيش ويقضي على أي أمل في مستقبل مستقر أو سلام دائم.
وحذر الوزير من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس فقط على الفلسطينيين، بل على المنطقة بأسرها، مؤكداً أن الوحشية الإسرائيلية ستزيد من موجات العنف والتطرف، كما ستقضي بشكل كامل على إمكانية تطبيق حل الدولتين الذي تعتبره المملكة الأردنية السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
دعوة لتحرك عاجل
وفي ختام تصريحاته، وجّه الصفدي دعوة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العملي الفوري لوقف العدوان، بعيدًا عن الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة. وطالب بفرض ضغوط سياسية وقانونية حقيقية على إسرائيل لوقف إطلاق النار وفتح جميع المعابر البرية بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، إلى جانب إطلاق مسار سياسي جاد يقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الوزير أن الأردن سيواصل جهوده الدبلوماسية المكثفة في مختلف المحافل الدولية، للتأكيد على خطورة استمرار الوضع الراهن، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني.