أعلنت شركتا AMD وIBM، يوم 26 أغسطس/آب، عن شراكة استراتيجية جديدة تهدف إلى دمج تقنيات الحوسبة الكمية والحوسبة الكلاسيكية عالية الأداء، في خطوة تُعدّ من أبرز التحركات في مجال تطوير نماذج هجينة تتجاوز حدود الحوسبة التقليدية.
دمج الخبرات في الحوسبة والذكاء الاصطناعي
الشراكة تجمع بين خبرة IBM الرائدة في الحوسبة الكمية، وتفوق AMD في تصميم معالجات الحوسبة عالية الأداء وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وتهدف إلى تطوير حلول هجينة يمكن أن تعالج تحديات علمية وتقنية تتجاوز قدرات الحواسيب الكلاسيكية الحالية.
وأكد أرفيند كريشنا، الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أن التعاون يسعى إلى بناء نموذج حوسبة هجين يجمع بين أنظمة الكم والكلاسيك، بما يسهم في "توسيع حدود الممكن في عالم الحوسبة".
فرص الابتكار وتسريع الاكتشاف
من جانبها، قالت ليزا سو، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة AMD، إن الحوسبة عالية الأداء هي "الأساس لحل أعقد التحديات العالمية"، مؤكدة أن التعاون مع IBM يستهدف استكشاف الفرص الهائلة التي يتيحها تقاطع الحوسبة الكمية والكلاسيكية.
نموذج هجين جديد: الكم + الكلاسيك
يعتمد النهج المشترك على دمج وحدات المعالجة المركزية والرسومية ووحدات FPGA من AMD مع الحواسيب الكمية من IBM، بهدف تسريع تطوير خوارزميات جديدة هجينة قادرة على معالجة مشكلات علمية معقدة مثل:
الذكاء الاصطناعي المتقدم
تحليل البيانات الضخمة
النمذجة الكيميائية والفيزيائية
كما تأمل IBM أن تسهم هذه الشراكة في تسريع تطوير الحوسبة الكمية المقاومة للأخطاء، وهي مرحلة حرجة لتحويل التكنولوجيا إلى تطبيقات واقعية.
تجارب أولية وخطط مستقبلية
تخطط الشركتان لتنفيذ عرض تجريبي خلال العام الجاري، يوضح كيف يمكن تشغيل الحوسبة الكمية والكلاسيكية جنباً إلى جنب لتقديم أداء متكامل لمهام هجينة.
وسيتم أيضًا الاستفادة من نظم مفتوحة المصدر مثل Qiskit لتطوير خوارزميات جديدة قابلة للتطبيق على البنية التحتية الهجينة.
الطريق نحو الحوسبة الكمية العملية
تأتي هذه الشراكة في سياق جهود أوسع من IBM لتحقيق رؤيتها في دمج أنظمة الكم بالحوسبة التقليدية بسلاسة، كما يتضح من تعاونها الأخير مع:
مركز الأبحاث الياباني RIKEN لربط الحاسوب الكمّي بنظام Fugaku
مؤسسات صناعية وطبية مثل Cleveland Clinic وLockheed Martin
حكومات إقليمية مثل حكومة الباسك في إسبانيا
سباق عالمي على الحوسبة المستقبلية
تتزامن هذه المبادرة مع تصاعد المنافسة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى ابتكار نماذج حوسبة جديدة قادرة على دعم الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الأمان السيبراني، وتقليل مخاطر الاعتماد على أنظمة تقليدية محدودة الإمكانيات.