قال مروان شراب، خبير أسواق المال، إن الأداء السلبي لسهم "طلبات" مستمر منذ فترة، وقد تزايد خلال الآونة الأخيرة، لا سيما بعد تقارير أظهرت تخوفات من هوامش الربحية المستقبلية للشركة في ظل تصاعد المنافسة في أسواق الإمارات.
وأضاف شراب في مقابلة على قناة العربية بيزنيس، أن الأسعار الحالية للسهم تُعد مغرية للمستثمرين، نظرًا لأنها تراجعت إلى مستويات أقل بكثير من سعر الطرح الأولي الذي تم في بداية العام. وأوضح أن هناك اهتمامًا مستمرًا من مؤشرات عالمية لإدراج السهم ضمن تركيبتها، مثل "فوتسي" و"MSCI"، كما أن أغلب التقييمات التي أصدرتها شركات التحليل قدرت القيمة العادلة للسهم بأكثر من 1.60 درهم، وهو ما يعطي مؤشرًا بأن التراجعات الأخيرة تعود إلى تخارج بعض المساهمين، خاصة المؤسسات الدولية، نتيجة لتخوفات من تآكل الهوامش، وأداء السهم الضعيف منذ الطرح.
وحول أداء سوق دبي المالي، قال شراب إن مكرر الربحية المستقبلي (Forward P/E) للسوق يبلغ حاليًا 10.4 مرة فقط، على الرغم من أن المؤشر ارتفع بأكثر من 40% خلال آخر 52 أسبوعًا. وأشار إلى أن عائد التوزيعات (Dividend Yield) لا يزال مرتفعًا عند 4.9%، ما يعكس جاذبية السوق.
وأوضح أن نمو الأرباح في أسواق الإمارات خلال الفترة الماضية، وحتى في النصف الأول من عام 2025، تجاوز 20% لدى بعض الشركات، وهو ما يعكس الأداء الإيجابي الذي يدعم مكررات الربحية المنخفضة مقارنة بأسواق الخليج والأسواق العالمية.
وأكد أن سوق دبي يعتبر من أكثر الأسواق الخليجية جاذبية للاستثمار، خاصة في القطاع البنكي والعقاري، مشيرًا إلى أن الأداء القوي لمؤشر سوق دبي، الذي بلغ 18.9% منذ بداية العام، جعله يتفوق على سوق الكويت الذي كان يتصدر المشهد سابقًا.
وشدد على أن الاستقرار في نتائج الأعمال لدى الشركات المدرجة في السوق عزز من جاذبية الاستثمار طويل الأجل في هذه القطاعات القيادية.
أما بشأن التراجعات التي شهدها مؤشر سوق أبوظبي (ADX) بعد أن سجل ذروته في نهاية يوليو، فقال شراب إن السوق سجل 12 جلسة متتالية من التراجع حتى يوم الخميس الماضي، قبل أن يشهد تعافيًا محدودًا يوم الجمعة، واعتبر أن هذه التراجعات لم تكن نتيجة تغيير في التوجه الاستثماري، وإنما تعود إلى ضعف أحجام التداول، مؤكدًا أنها عمليات جني أرباح طبيعية تتزامن مع موسم الصيف وضعف السيولة المعتاد في شهر أغسطس.
وأشار إلى أن مثل هذه التحركات تُلاحظ سنويًا في هذه الفترة، لكن من المتوقع أن تبدأ الأسواق في إعادة تموضع (repositioning) مع بداية شهر سبتمبر، مع عودة السيولة تدريجيًا. ولفت إلى أهمية التركيز على الانتقائية في الأسهم التي تمتلك عوائد قوية، لا سيما مع اقتراب نهاية العام وبدء المستثمرين في بناء مراكزهم استعدادًا لموسم التوزيعات.
كما أوضح أن الشركات التي تتمتع بسيولة قوية ستكون الأقدر على الاستفادة من المرحلة المقبلة التي يُتوقع أن تشهد تراجعًا في أسعار الفائدة عالميًا، مما سيمنح دفعة إضافية للاستثمار في هذه الكيانات، خاصة ضمن القطاعات التي يمكنها الاستفادة من هذا الاتجاه مثل العقارات والبنوك.