كشف الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، عن دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في مجال التنبؤ بالأعاصير والظواهر الجوية الشديدة، مؤكدًا أن هذه التقنية الحديثة تُحدث ثورة علمية في طرق التنبؤ والاستعداد لموجات الطقس القاسية.
وأوضح سمعان في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن عددًا من الدول، على رأسها بريطانيا، الولايات المتحدة وهولندا، بدأت بالفعل في تطبيق هذه التكنولوجيا من خلال مؤسسات متخصصة مثل مركز التنبؤات الجوية الأوروبي، حيث تعتمد على نماذج تعلم آلي متطورة تُعرف باسم "فورست نت" (ForecastNet).
وأضاف أن التقنية الجديدة تُمكن من التنبؤ بالعواصف والأعاصير قبل حدوثها بـ15 يومًا، وهو ما يُعد نقلة غير مسبوقة مقارنة بالأنظمة التقليدية التي كانت توفر إنذارًا قبل أيام معدودة فقط. كما أوضح أن الذكاء الاصطناعي يُحسّن دقة التنبؤات الجوية بنسبة تزيد عن 20% مقارنة بالأساليب القديمة، بما يشمل تحديد المسار المتوقع وشدة الأعاصير.
وردًا على تساؤلات بشأن موثوقية هذه النماذج، أكد الدكتور سمعان أن هذه الأنظمة لا تعتمد فقط على تجميع بيانات، بل تُبنى على أكثر من مليون ساعة من المعلومات الجيوفيزيائية المتنوعة، تُحلل باستخدام عمليات معقدة لاسترجاع الأنماط المناخية وتحليلها، ما يضمن دقة عالية في التوقعات.
وبشأن فرص تطبيق هذه التقنية في مصر والمنطقة العربية، أشار سمعان إلى أن العالم أصبح "قرية واحدة"، وأنه من المتوقع أن تستفيد الدول العربية قريبًا من هذه التطورات، خصوصًا مع اتجاه مصر بالفعل نحو تطوير نظم الإنذار المبكر كأحد أدوات مواجهة التغيرات المناخية.
واختتم حديثه بأن التنبؤ المبكر يتيح فرصة حقيقية للحكومات والأفراد لاتخاذ خطوات استباقية للتعامل مع الكوارث الطبيعية، مما يُقلل الخسائر البشرية والاقتصادية، ويُحسن من كفاءة الاستجابة للأزمات المناخية.