بورصة الدار البيضاء تسجل أداءً تاريخيًا وتستعد لإطلاق سوق المشتقات المالية

شهدت بورصة الدار البيضاء خلال النصف الأول من عام 2025 نشاطًا غير مسبوق، حيث تجاوز مؤشر "مازي" عتبة 1000 مليار درهم للمرة الأولى، مع اختراق مستوى 1900 نقطة وارتفاع يقارب 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما تضاعفت أحجام التداول بنحو مرتين، بزيادة بلغت 185% مقارنة بعام 2024.

وقال حسن عرافي، الخبير لدى البنك الدولي وأستاذ المالية العمومية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "المستثمرين الأفراد باتوا فاعلين أساسيين في السوق، حيث بلغت معاملات شرائهم نحو 8 مليارات درهم مقابل مبيعات قاربت 7.9 مليار درهم، أي ما يعادل حوالي 25% من التداولات".

وأضاف في لقاء مع Business SNA، أن البورصة المغربية تشهد تطورات نوعية، أبرزها الاستعداد لإطلاق سوق المشتقات المالية لأول مرة من خلال العقود الآجلة على مؤشر "مازي 20"، على أن يتم إدراج منتجات مالية أخرى مثل العقود الآجلة على معدلات الفائدة والأسهم الافتراضية خلال الفترة المقبلة.

ورغم هذا الزخم، أشار عرافي إلى وجود تحديات هيكلية تحد من ديناميكية السوق، أبرزها قلة الإدراجات حيث لا يتجاوز عدد الشركات المدرجة 80 شركة فقط، إلى جانب ضعف السيولة في بعض الأسهم وهيمنة فئة محدودة من المؤسسات الكبرى مثل البنوك وشركات التأمين والاتصالات.

وأوضح أن الحكومة تستهدف رفع عدد الشركات المدرجة إلى 300 على المدى المتوسط، وهو طموح يتطلب تعزيز ثقافة الاستثمار وتوسيع قاعدة المستثمرين الأفراد الذين ما زالوا متحفظين بسبب ضعف المعرفة والخوف من تقلبات السوق.

وبخصوص تأثير تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025، أكد الخبير أن هذه الأحداث ستشكل حافزًا لزيادة الاستثمارات العمومية والخاصة وتطوير البنية التحتية، بما ينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي، لكنه شدد على أن الازدهار المستدام للبورصة يحتاج إلى إصلاحات هيكلية أعمق تتجاوز العوامل الظرفية.