إعادة نشر | من رؤية 2020 إلى إنجازات 2025.. السيسي يقود مسيرة بناء مصر العظمى


الجمعة 15 اغسطس 2025 | 08:55 مساءً
الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
العقارية

في ظل النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها مصر عام 2025 تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعيد الجريدة العقارية نشر عدد المجلة العقارية السابع والعشرون الصادر في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2020، لما يحمله من رؤية مبكرة ومتكاملة لمشروع بناء "مصر العظمى".

ويعيد العدد تسليط الضوء على استراتيجية السيسي في نشر العمران في ربوع البلاد لحماية مقدرات الشعب، مستندًا إلى أحدث التقنيات العمرانية في العالم، ومؤسسًا لمرحلة جديدة من التنمية تتجاوز في طموحها ما حققته حضارات سابقة على أرض المحروسة.

وقد جاء إعادة النشر هذه المرة في سياق تاريخي فريد، حيث يربط العدد بين إنجازات النهضة العمرانية الحالية وبين إرث بناة مصر عبر العصور، من الإسكندر الأكبر والخديوي إسماعيل والبارون إمبان، وصولًا إلى مدن الجيل الرابع والعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة. 

ويبرز العدد كيف تحولت رؤية 2020 إلى واقع ملموس في 2025، مع مشروعات عملاقة تمتد من سيناء إلى الساحل الشمالي، وتضع مصر في مصاف الدول الرائدة عالميًا في التنمية العمرانية المستدامة.

الإسكندر الأكبر أول من شيد مدينة الإسكندرية.. والخديوى إسماعيل باني القاهرة التاريخية.. والبارون إمبان مؤسس مصر الجديدة

حماية مقدرات الشعب المصرى من خلال نشر العمران في كافة بقاع المحروسة.. تلك هي الاستراتيجية التي اتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء مصر العظمي، فمنذ الوهلة الأولى من توليه حكم مصر أيقن أن هناك حاجة ملحة بل وضرورية لبناء دولة جديدة على أسس ومعطيات تتواكب مع متغيرات ومستجدات المرحلة الراهنة، متبعًا في ذلك أحدث ما توصلت إليه التقنيات العمرانية في مختلف دول العالم.

وعندما بدأ السيسي يسطر محاورة الأولى لبرنامج النهضة العمرانية في مصر، أطلق العنان لمخططه التنموى شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، مستلهما من الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه النهضة حماية لهذا الوطن وهذا الشعب العظيم، ولذك قرر أن يكون بناء مصر العظمى بآيادٍ وفكر مصري.

ومن هذا المنطلق دقت ساعة العمل وبدأت السواعد المصرية تنفيذ ما تم التخطيط له بقيادة هذه الشخصية العبقرية التي تعد الأولى على مر العصور منذ عهد الفراعنة التي تقوم ببناء مدن عمرانية متكاملة، فما تم بناؤه على أرض هذا الوطن على مر التاريخ كان يفكر وسواعد أجنبية بدءًا من الإسكندر الأكبر "مقدوني"، الذي بنى الإسكندرية عاصمة مصر الثانية عام 331 قبل الميلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مرورا بمحمد على باشا، "ألباني حكم مصر من 1805 إلى 1848"، مؤسس مصر الحديثة تعليميًا وزراعيًا وعسكريًا، ومن بعده الخديوي إسماعيل - حفيد محمد على باشا الذي بني مصر التاريخية أو القاهرة الخديوية التي تمتد من منطقة القلعة شرقًا حتى الأزبكية وميدان العتبة غربًا، وتشمل مناطق التوفيقية وعابدين وميدان الأوبرا وغيرها، والتي تعرف حاليا بـ "وسط البلد"، وانتهاء بالبلجيكي البارون إمبان الذي شيد مصر الجديدة عام 1905.

ومنذ ثورة 1952 وحتى ما قبل تولى الرئيس السيسي حكم مصر كان التركيز على القامة نهضة صناعية وزراعية بمعطيات آنذاك بدءًا من الرئيس جمال عبد الناصر الذي عمد على إقامة نهضة صناعية في المدن القديمة بحلوان والمناطق التابعة لها، مرورًا بالرئيس السادات الذي دشن بعض المدن الجديدة كزحف وامتداد للمدن القديمة وليست مدن عمرانية متكاملة قائمة بذائها ترتقى لفكر المدن الذكية القائمة الآن، وهكذا الأمر مع الرئيس حسنى مبارك، إلى أن جاء الرئيس السيسي بفكر مختلف برمته، واضعًا نصب عينيه 3 مرتكزات تنموية عملاقة تسبق في كثير من الأحيان نظائرها في دول أوروبا وأمريكا وبمساحات شاسعة تعادل مساحة مصر الحالية.

وتبلورت أول ركائز المخطط التنموى في إقامة العاصمة الإدارية الجديدة شرق مدينة القاهرة على مساحة 170 ألف فدانًا أي ما يعادل مساحة دولة مثل سنغافورة وذلك لاستيعاب 40 مليون نسمة، والمساهمة في توفير 2 مليون فرصة عمل.

ولم يتوقف الفكر الرشيد للقيادة السياسية عند حد إنشاء العاصمة الجديدة، بل عمد على خلق واجهة سياحية لهذه العاصمة، متمثلة في مدينة الجلالة ومنتجع الجلالة على طريق العين السخنة، الذي يقع على بعد دقائق من العاصمة الجديدة لتصبح هذه الأيقونة المتفردة "العاصمة ومنتجع الجلالة" المركز الرئيسي لتنمية محوري إقليم قناة السويس وشبه جزيرة سيناء.

واستكمالًا لهذا المخطط التنموى والنهضة الشاملة، انطلقت عملية البناء والتطوير في مرتكز آخر بغرب القاهرة، لتصبح بحق هذه البقعة عاصمة مصر السياحية، حيث تعد الركيزة الثانية من ركائز التنمية الشاملة والتي تتضمن تطوير منطقة الأهرامات، بجانب التوسعات الجديدة في الشيخ زايد وأكتوبر الجديدة وحدائق أكتوبر ومدينة سفنكس الجديدة، بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات الرئيسية التي تخدم هذه المنطقة والتي يتمثل أبرزها في مطار سفنكس وتطوير طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.

وشملت هذه الركيزة أيضًا إطلاق النهضة الحضارية من قلب القاهرة متمثلة في المتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه آخر العام الحالي في احتفالية ضخمة يتم التحضير له منذ شهور عدة، ومن الزعماء والملوك من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين والشخصيات المرموقة على مستوى العالم أجمع.

السيسي أقام مرتكزات تنموية عملاقة تسبق نظائرها في دول أوروبا وأمريكا بمساحات شاسعة تعادل مساحة مصر

لم يكن لهذه العبقرية والشخصية المتفردة حدود أو سقف لمخططات التنمية فقد تم استكمال عملية التطوير الشاملة لتحويل البؤر العشوائية المتناثرة حول القاهرة الكبرى التي أصبحت بمثابة قنابل موقوتة تأكل الأخضر واليابس إلى واجهات عمرانية وسياحية متفردة، خصوصًا أن هذه المناطق جاءت في بقاع ذات طابع فريد ومتميز والتي يأتي في مقدمتها منطقة مثلث ماسبيرو التي تقع على مساحة 73 فدانًا، وتعد إحدى أهم امتدادات میدان التحرير الذي قررت القيادة السياسية إعادة الرونق والوجه الحضاري إليه مرة أخرى بعد عقود من الإهمال والتهميش، ليصبح مزارًا سياحيًا يحظى بقبلة العرب والأجانب على حد السواء، فضلًا عن جزيرة الوراق التي تقع على مساحة 1400 فدان، والمقرر تحويلها إلى واحدة من أهم الجزر النيلية في منطقة الشرق الأوسط، مرورًا بسور مجرى العيون ومتحف الحضارة ومدينة الفسطاط وعين الصيرة، لتطال يد العمران جميع هذه المناطق ذات التاريخ الهام بعد أن تم تشويهها خلال السنوات الماضية وطمس ملامحها لتعود مجددًا بحق قاهرة مصر التاريخية تضاهي نظائرها في أرقى بلدان العالم، من خلال عملية تطوير شاملة لذلك البلد الأمين الذي منحه الله مناخًا وموقعًا متميزًا يحتضن نيلًا وبحرين، وهو ما يعد هبة من الله لم يحظى به غيره في العالم كافة.

وكونها عملية تنموية غير مسبوقة تقوم عليها شخصية عبقرية قلما جاء الزمان بمثلها، فقد جاءت الركيزة الثالثة في تلك النهضة متمثلة في الامتداد الذي يربط منطقة الأهرامات والمتحف الكبير بالساحل الشمالي الغربي، من هنا القيادة السياسية إطلاق مجموعة من مدن الجيل الرابع بطول الساحل الشمالي الذي يمتد لما يقرب من 400 كيلو متر بداية من العلمين الجديدة التي تقع على مساحة 48 ألف فدان لاستيعاب 2 مليون نسمة، مرورًا برأس الحكمة وحتى مشارف السلوم.

ولأن حدود مصر الشرقية والغربية هما بمثابة درع الشعب المصري لحمايته من أي معتد أو طامع، فقد جاءت هذه التنمية لتكون الحصن الواقي، وذلك من منطلق فكر سيادة الرئيس السيسي بأن حماية الوطن تتطلب نهضة عمرانية حقيقية من خلال إقامة مدن مستدامة يعيش ويعمل بها ملايين المصريين لحماية وطنهم وأرضهم الغالية.