استقرت أسعار النفط العالمية، اليوم الجمعة، مع ترقب المستثمرين لما ستسفر عنه القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ولاية ألاسكا، وسط توقعات متباينة بشأن انعكاساتها على الإمدادات وأسعار الخام.
أسعار النفط تترقب نتائج قمة ترامب وبوتين
يرى محللون أن التوصل إلى اتفاق خلال القمة قد يفتح الباب أمام زيادة الإمدادات الروسية للأسواق العالمية، ما سيدفع الأسعار إلى التراجع، في حين أن أي تصعيد سياسي قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي، وهو ما سيشدد الضغوط على الإمدادات ويرفع الأسعار.
سيناريوهات محتملة للإنتاج الروسي
بحسب جانيف شاه، نائب رئيس أسواق النفط في شركة "ريستاد إنرجي"، قد تلتزم روسيا بحصص الإنتاج المتفق عليها في إطار تحالف "أوبك+"، مع احتمالية زيادة صادرات المشتقات النفطية، وعلى رأسها الديزل، إلى الأسواق الدولية، وهو ما قد يغير معادلة المعروض النفطي، وفقًا لـ «الشرق».
وجرى تداول خام "برنت" قرب 67 دولارًا للبرميل بعد أن قفز بنسبة 1.8% في الجلسة السابقة، معوضًا خسائره المبكرة هذا الأسبوع، فيما استقر خام "غرب تكساس الوسيط" حول 64 دولارًا للبرميل في تعاملات ضعيفة نسبيًا.
وتأتي هذه التحركات في ظل أجواء ترحيب من موسكو، حيث أثنى بوتين على جهود ترامب للتوسط في إنهاء الحرب، بينما أشار ترامب، في مقابلة مع "فوكس نيوز راديو"، إلى أن القمة قد تفضي إلى اجتماع ثانٍ بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه قدر احتمالية فشل اللقاء بنسبة 25%.
مكاسب محدودة للنفط وتفاؤل حذر
يتجه النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة، وسط حالة من التفاؤل المحدود قبل القمة، وخلال الأسبوع، حاول ترامب خفض سقف التوقعات بشأن نتائج الاجتماع، قبل أن يحذر لاحقًا من عواقب شديدة جدًا إذا لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار.
ويرى تشو مي، المحلل في معهد أبحاث تابع لشركة "كايوس تيرناري فيوتشرز"، أن وقف إطلاق النار المباشر لا يبدو مرجحًا، لكن القمة قد تسفر عن تعزيز التعاون الأمريكي الروسي ووضع إطار لمفاوضات لاحقة، وهو ما سيكون تأثيره سلبيًا على أسعار النفط في المدى القصير.
ضغوط إضافية على السوق
قد تضغط أي مؤشرات على تخفيف العقوبات الأمريكية على صادرات الطاقة الروسية على الأسعار، خاصة بعد أن فقد النفط نحو 10% من قيمته منذ بداية العام، بفعل مخاوف مرتبطة بسياسات ترامب التجارية وعودة الإمدادات بسرعة من جانب "أوبك+"، كما تلقي التوقعات بحدوث تخمة قياسية في المعروض عام 2026 بظلالها على معنويات المستثمرين.
وتشير بيانات السوق إلى بعض علامات الضعف، حيث تراجع الفارق الفوري لعقود خام "برنت" (الفرق بين أقرب عقدين) مقارنة بالشهر الماضي، لكنه لا يزال في هيكل "الباكورديشن"، ما يعكس استمرار التوقعات الصعودية على المدى المتوسط.
وتعرضت مصفاة رئيسية تابعة لشركة "لوك أويل" في مدينة فولجوجراد الروسية لهجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية فجر الخميس، في أحدث سلسلة من الضربات التي تكثفها كييف هذا الشهر ضد البنية التحتية للطاقة في روسيا، ما قد يزيد من هشاشة الإمدادات في الأسواق العالمية.