هل تتسبب رقائق إتش 20 في تهديد الأمن القومي بين الصين وأمريكا؟


الاثنين 11 اغسطس 2025 | 10:08 صباحاً
الرقائق الإلكترونية
الرقائق الإلكترونية
محمد فهمي

شهدت الصناعات التكنولوجية مؤخرًا تصعيدًا ملحوظًا في العلاقات بين الولايات المتحدة و الصين، حيث سلط أيمن البناو، كبير مستشاري مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، الضوء على أحدث التطورات المتعلقة بالرقائق الإلكترونية المتطورة في مجال الذكاء الاصطناعي، والحظر الأمريكي المفروض على تصديرها إلى الصين.

حظر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقائق الأمريكية

وفقًا لما ذكره البناو، قامت شركة إنفيديا، المتخصصة في تصنيع الرقائق، بإنتاج شريحة إتش 20 المعدلة لتتوافق مع المواصفات الصينية، بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية حظرًا على تصدير تكنولوجيا متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. 

ونتيجة لذلك، فرضت واشنطن على الشركات الأمريكية الراغبة في تصدير هذه الرقائق إلى الصين ضرورة الحصول على ترخيص خاص، وهو ما يعزز من تكلفة هذه الشرائح في السوق الصيني ويجعل من الصعب الحصول عليها.

الآثار الأمنية والاقتصادية على الصين

وأشار البناو إلى أن الصين ترى في الشرائح المتطورة تهديدًا للأمن القومي الصيني، حيث قد يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة مثل الدرونز (الطائرات بدون طيار) والمراقبة، فضلاً عن الهجمات السبرانية. من جهة أخرى، ترى الصين أن هناك احتمالًا بوجود باب خلفي أو "باك دور" في هذه الرقائق قد يسمح للولايات المتحدة بمراقبة الأنشطة التي تتم على هذه الشرائح، بل وإيقافها في حال استخدامها بطريقة غير مناسبة. ورغم هذه المخاوف، تبقى هذه الادعاءات غير مؤكدة.

مخاوف من تأثير البرمجة والرقائق الأمريكية

فيما يتعلق بإمكانية التنصت عبر هذه الشرائح، أشار البناو إلى أن هذه القضية ليست جديدة، حيث كانت قد أثيرت سابقًا في حالة شركة هواوي الصينية، عندما حظرت الولايات المتحدة العديد من أجهزتها. وبالرغم من هذه المخاوف، تبقى إثبات مثل هذه الادعاءات أمرًا معقدًا للغاية.

الطلب المستقبلي على رقائق الذكاء الاصطناعي

على صعيد آخر، سلط البناو الضوء على رقائق الإتش بي إم، التي يُتوقع أن يرتفع الطلب عليها بنسبة 30% بحلول عام 2030. وقال إن هذه الرقائق تُعتبر أساسية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ من دونها ستكون الأنظمة بدائية. في الوقت نفسه، أكد أن شركات إس كي هاينكس وسامسونج ومايكرون تعد من أبرز الشركات المصنعة لهذه الرقائق، التي تشكل جزءًا كبيرًا من صناعة الذكاء الاصطناعي.

وأشار البناو إلى أن الولايات المتحدة تواصل فرض قيود على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، وهو ما يعقد الأمور في المفاوضات التجارية القادمة بين البلدين. لكنه أضاف أنه رغم هذه القيود، الصين تمكنت من شراء كميات كبيرة من رقائق الإتش بي إم قبل تطبيق الحظر. وأوضح أن الجيل الثالث من هذه الرقائق، والمعروف باسم إتش بي إم 3 إي، يظل في يد الشركات الكورية الجنوبية مثل إس كي هاينكس وسامسونج، ولكنها تستخدم معدات أمريكية في تصنيعها، مما يجعل من الصعب تصديرها إلى الصين.

محاولات الصين في مجال تصنيع رقائق الإتش بي إم

ورغم الجهود التي تبذلها الصين لتصنيع رقائق مشابهة من إتش بي إم، إلا أن البناو أكد أن الصين لم تصل إلى المستوى المطلوب في هذا المجال، ومن غير المتوقع أن تتمكن من تطوير شرائح متقدمة قبل عام 2026.

التوترات التجارية وتأثيراتها

تستمر التوترات في التصاعد بين الصين والولايات المتحدة في إطار سعي كل طرف لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتنافس على الريادة التقنية في هذا المجال. ورغم ذلك، تبقى الشركات الكبرى مثل إنفيديا وإس كي هاينكس في قلب هذه المعركة التكنولوجية، مما يزيد من تعقيد المفاوضات التجارية ويؤثر على سوق الرقائق العالمية.