في تجربة مثيرة للجدل، أظهرت نتائج تقرير حديث نشرته قناة CNBC عربية أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم بشكل غير مباشر في تكريس التمييز بين الجنسين في بيئة العمل، رغم أن القرارات المتخذة كانت بناءً على بيانات محايدة. فحين طلبت القناة من Chat GPT تقديم اقتراحات لرواتب موظفين في شركة تكنولوجية، أظهرت النتائج تباينًا ملحوظًا بين رواتب الذكور والإناث في مختلف مستويات الخبرة، رغم تساوي المؤهلات ونوع الوظيفة.
تفاصيل التجربة
عند تحديد الرواتب للمبتدئين، وجد الذكاء الاصطناعي أن الحد الأدنى لرواتب الذكور كان أعلى بنسبة 74% تقريبًا مقارنة بالإناث. كما أظهرت النتائج أن الذكور أصحاب الخبرة المتوسطة سيحصلون على رواتب أعلى بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بنظيراتهم من الإناث، فيما كانت الفروقات لصالح الذكور أكبر في فئة أصحاب الخبرة الطويلة، حيث اقترح الذكاء الاصطناعي زيادة تصل إلى 50% مقارنة بالإناث.
🔴 في تجربة لـ CNBC عربية.. Chat GPT يزيد من فجوة الأجور بين الجنسين! pic.twitter.com/xBSuQw1iDd
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) August 9, 2025
هل هو تحيز؟
الأسئلة التي يطرحها هذا التقرير تتعلق بكيفية قدرة الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات محايدة على الرغم من غياب مشاعر أو تحيزات بشرية. التفسير المحتمل يعود إلى الطريقة التي يتم بها تدريب النماذج اللغوية على كميات ضخمة من البيانات المجمعة من الإنترنت، حيث قد تحتوي هذه البيانات على تحيزات غير مرئية، خاصةً تلك المرتبطة بالجنس، العمر أو الأصل العرقي.
دراسة حديثة أجرتها جامعة Cornell أشارت إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة قد تعكس فعلاً تحيزات تم برمجتها نتيجة البيانات التي تمر من خلالها. كما أظهرت دراسة من مركز بيركلي هاس للمساواة أن 44% من التطبيقات التي استخدمت الذكاء الاصطناعي كانت تحتوي على تحيز بين الجنسين.
التداعيات المستقبلية
هذه الظاهرة تثير تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي ستساهم في تعزيز المساواة أم ستزيد من تعميق الفروقات بين الجنسين في سوق العمل، مع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الاقتصادية، يصبح من الضروري أن يتم التدقيق في الخوارزميات وتدريبها على بيانات أكثر تنوعًا لتحقيق العدالة بين الجميع.
إلى أن يتم إيجاد حلول فعّالة لهذه القضية، تظل العديد من الشركات والشخصيات المؤثرة في مجال التكنولوجيا تحت مجهر scrutiny المجتمع.