قالت إيفا مانتي، الخبيرة الاقتصادية، إن الأنباء المتداولة عن احتمال فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية على واردات الذهب شكلت صدمة غير متوقعة لأسواق المعادن الثمينة، معتبرة أن "الذهب، ورغم كونه ملاذًا آمنًا، لم يسلم من تقلبات السياسة التجارية الأمريكية."
وأضافت مانتي في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج: "هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية كانت مخالفة تمامًا لتوقعات السوق، التي لطالما افترضت أن الذهب سيبقى معفيًا من أي تعريفات. وإذا تم تنفيذ القرار، ستكون له تداعيات كبيرة على تدفقات الذهب العالمية، وخاصة على العقود الآجلة الأمريكية".
وأشارت إلى أن السوق شهدت بالفعل فجوة ملحوظة بين أسعار العقود الآجلة وأسعار السبوت (الفورية)، قائلة: "رأينا تأثيرًا واضحًا على عقود كومكس في نيويورك، بينما بقيت الأسعار الفورية أكثر تحفظًا. السبب الرئيسي هو غياب التفاصيل الرسمية، وهو ما يزيد من حالة الضبابية في السوق".
وفيما يتعلق بالتفاصيل المتداولة عن أن التعريفة قد تصل إلى 39% على واردات الذهب من سويسرا، قالت مانتي: "هذا أمر بالغ الأهمية. سويسرا من أهم مصادر واردات الذهب إلى الولايات المتحدة، وإذا لم يكن هناك اتفاق تجاري أو إعفاء، فستحتاج الولايات المتحدة إلى الاعتماد بشكل أكبر على إنتاجها المحلي، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار الفجوة بين العقود الآجلة والأسعار الفورية لفترة."
ورغم هذه الاضطرابات، أكدت مانتي أن النظرة طويلة المدى للذهب لا تزال إيجابية، مشيرة إلى استمرار الطلب من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، وأضافت: "ما زلنا نعتقد أن الذهب سيخرج من النطاق العرضي الذي يتحرك فيه منذ منتصف أبريل. وقد يكون قرار الفيدرالي بخفض الفائدة هو الدفعة الحقيقية التي يحتاجها الذهب للانطلاق إلى مستويات جديدة".