شهدت الصين استقرارًا في معدلات التضخم خلال شهر يوليو 2025، في الوقت الذي واصل فيه مؤشر أسعار المنتجين تسجيل انكماش للشهر الثاني عشر على التوالي، ما يعكس استمرار ضعف الطلب المحلي وتزايد الغموض في آفاق التجارة العالمية.
ووفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء الصادرة اليوم، السبت 9 أغسطس، ظل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) دون تغيير على أساس سنوي، مقارنة بارتفاع طفيف بلغ 0.1% في يونيو الماضي. وجاءت هذه القراءة أعلى من التوقعات التي أشار إليها استطلاع أجرته "رويترز"، والذي رجّح انخفاضًا بنسبة 0.1%.
التضخم الشهري يسجّل ارتفاعًا مفاجئًا
وعلى صعيد الأداء الشهري، سجّل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنسبة 0.4% في يوليو، بعد أن انكمش بنسبة 0.1% في يونيو. وقد تجاوز هذا الارتفاع التقديرات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 0.3% فقط، ما يعكس بعض التحسن الطفيف في النشاط الاستهلاكي، رغم استمرار حالة الحذر في الأسواق.
انكماش مستمر في أسعار المنتجين
في المقابل، استمر مؤشر أسعار المنتجين (PPI) في تسجيل انكماش على أساس سنوي بنسبة 3.6%، وهي نفس وتيرة الانخفاض المسجلة في يونيو، لكنها أسوأ من توقعات المحللين التي أشارت إلى تراجع بنسبة 3.3%.
يعكس هذا الانكماش المستمر الضغوط التي تواجهها الشركات الصناعية في الصين نتيجة ضعف الطلب المحلي والدولي، بالإضافة إلى تأثيرات انخفاض أسعار المواد الخام وتباطؤ الإنفاق الاستثماري.
تراجع زخم مبيعات السيارات في يوليو
وفي قطاع السيارات، أظهرت بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية الصادرة يوم الجمعة، 8 أغسطس، تباطؤًا في نمو مبيعات السيارات خلال يوليو، مما يضيف مؤشرًا جديدًا على ضعف الطلب المحلي.
وبحسب الجمعية، ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 6.9% مقارنة بشهر يوليو 2024، لتصل إلى 1.85 مليون وحدة. ومع أن النمو لا يزال إيجابيًا، إلا أنه يُعد تراجعًا حادًا مقارنة بنسبة الزيادة الكبيرة البالغة 18.6% في يونيو الماضي.
تراجع الطلب على السيارات الهجينة وضغوط تنظيمية
عزت الجمعية هذا التباطؤ إلى تراجع الطلب على السيارات الهجينة، بالإضافة إلى تدخلات تنظيمية من قبل السلطات الصينية، تهدف إلى الحد من حرب الأسعار التي أضرت بالقطاع مؤخرًا.
وتسعى الجهات التنظيمية في الصين إلى فرض انضباط أكبر على سياسات التسعير، بعدما شهد السوق منافسة حادة بين الشركات، ما أثّر سلبًا على هوامش الربح وزعزع استقرار السوق.
نظرة مستقبلية
تشير هذه البيانات مجتمعة إلى استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني في 2025، خاصة على صعيد تنشيط الطلب المحلي وتحقيق استقرار في بيئة الأعمال. كما يظل ضعف التضخم وانكماش أسعار المنتجين مؤشرًا على الحاجة إلى مزيد من السياسات التحفيزية لضمان تعافي مستدام.