سجّلت العقود الآجلة للذهب الأمريكي، اليوم الجمعة، مستوى قياسيًا جديدًا وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية أمريكية على واردات سبائك الذهب، ما أثار مخاوف بشأن اضطراب سلاسل التوريد العالمية للمعدن الثمين.
العقود الآجلة للذهب الأمريكي
ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1.1% لتصل إلى 3,491.30 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن لامست مستوى غير مسبوق بلغ 3,534.10 دولارًا في وقت سابق من الجلسة، إثر تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" كشف عن احتمال شمول السبائك الأكثر تداولًا ضمن فئة البضائع الخاضعة للتعريفة الجمركية الخاصة بكل بلد.
ولم تشهد الأسعار الفورية للذهب تغيرًا كبيرًا، لكنها بقيت في مسار تصاعدي خلال الأسبوع، حيث استقرت عند 3,399.91 دولارًا للأوقية، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 1%.
وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم الأسواق والمال في شركة "هارجريفز لانسداون"، إن صعود الذهب بهذه الطريقة يظهر أن حتى أصول الملاذ الآمن ليست بمنأى عن تقلبات عصر التعريفات الجمركية، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يُضعف مكانة نيويورك كمركز رئيسي لتداول العقود الآجلة للذهب مقارنة بمراكز تجارية أخرى.
وقد اتسع الفارق بين العقود الآجلة الأمريكية وسعر السوق الفوري للذهب إلى نحو 91 دولارًا، وهو ما يعكس حالة القلق في السوق وارتباك المتعاملين.
سويسرا في قلب العاصفة الجمركية
وفقًا لموقع دائرة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، فإن تطبيق تعريفات على سبائك الذهب قد يشكّل ضربة قاسية لسويسرا، التي تُعد من أبرز المراكز العالمية لتكرير الذهب وتوزيعه، وتخضع البضائع السويسرية حاليًا لتعريفة جمركية أمريكية بنسبة 39%، وتجري الحكومة السويسرية مفاوضات مع واشنطن لتخفيضها.
وكشفت مصادر لوكالة رويترز أن بعض المصافي الكبرى في سويسرا علّقت شحنات السبائك إلى الولايات المتحدة بسبب حالة الغموض، وهو ما يزيد من المخاوف حول استقرار الإمدادات في الأسواق الأمريكية.
وأشار بنك يو بي إس إلى أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى ارتفاع أكبر في فروقات الأسعار بين عقود كومكس (Comex) وعقود لندن الآجلة، ويفتح المجال أمام فرص تحكيم عبر مراكز تكرير بديلة.
أسعار المعادن الثمينة
في بقية أسواق المعادن الثمينة، استقر سعر الفضة الفورية عند 38.29 دولارًا للأوقية، في حين تراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1,323.90 دولارًا، وانخفض البلاديوم بنسبة 1.4% إلى 1,134.94 دولارًا.