دول أوروبية تدعم أوكرانيا بصفقة تسليح جديدة بقيمة مليار دولار


الثلاثاء 05 اغسطس 2025 | 10:14 مساءً
أوكرانيا
أوكرانيا
محمد عاطف

أعلنت أربع دول أوروبية – هي هولندا والسويد والنرويج والدنمارك – عن اتفاق لشراء أسلحة أمريكية بقيمة تقارب مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا. وتأتي هذه الصفقة في إطار آلية دعم جديدة تم إطلاقها مؤخراً من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته.

آلية "متطلبات أوكرانيا" تدخل حيز التنفيذ

الصفقة تعدّ أول تطبيق عملي لما يُعرف بـ "قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية"، وهي آلية تم إنشاؤها لتسريع عمليات تسليم الأسلحة والمعدات الدفاعية إلى كييف. وتعتمد هذه الآلية على الاستفادة من المخزونات العسكرية الأميركية الحالية، ما يتيح توفير الدعم العاجل دون الحاجة لانتظار إنتاج جديد.

تفاصيل المساهمة الأوروبية

هولندا ستكون صاحبة الحصة الأكبر من الصفقة، إذ خصصت 500 مليون يورو (حوالي 577 مليون دولار) لشراء أنظمة دفاعية، منها قطع من صواريخ باتريوت.

السويد خصصت نحو 275 مليون دولار من إجمالي المساهمة الإسكندينافية.

النرويج والدنمارك ستتقاسمان الجزء المتبقي من المبلغ، وتضم المساعدات أسلحة مضادة للدبابات، وذخائر، وقطع غيار.

رسائل سياسية وأمنية موجهة إلى روسيا

أكدت الحكومات الأوروبية الأربع أن هذه الخطوة تمثل استجابة مباشرة للتهديدات المتزايدة التي يشكلها التوسع الروسي. وقال وزير الدفاع الهولندي، روبن بريكلمانس، إن استمرار الضربات الجوية الروسية على المدن الأوكرانية يمثل "رعباً حقيقياً"، مشدداً على أن دعم أوكرانيا يصب في مصلحة الأمن الأوروبي الجماعي.

وفي مؤتمر صحفي في ستوكهولم، وصف وزير الدفاع السويدي بال جونسون دعم أوكرانيا بأنه "دفاع عن أمن أوروبا بأكملها".

رد أوكراني إيجابي وترحيب من الناتو

رحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالمبادرة، واصفاً إياها بأنها "خطوة قوية للغاية نحو حماية الأرواح الأوكرانية"، مشيراً إلى أنها تؤسس لبنية أمنية جديدة في أوروبا. كما أشار إلى أنه أجرى محادثات مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تناولت ملفات تتعلق بالعقوبات والتعاون الدفاعي، دون كشف تفاصيل إضافية.

من جانبه، أشاد أمين عام حلف الناتو، مارك روته، بسرعة استجابة الدول الأوروبية، مؤكداً أن هذه المبادرة تعكس الالتزام المستمر بدعم كييف منذ بداية الغزو الروسي في 2022.

ترقب لانتهاء المهلة الأميركية لروسيا

يأتي هذا الإعلان قبل أيام من انتهاء المهلة التي حددها ترامب لروسيا لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحرب. ويبدو أن هذه الصفقة تمثل رسالة ضغط إضافية، تؤكد أن استمرار الهجوم الروسي سيقابل بمزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، وليس العكس.

تمثل هذه الصفقة نقطة تحول جديدة في الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث تدخل مرحلة أكثر تنسيقاً وتسريعاً من حيث الإمدادات العسكرية، في ظل تصاعد المخاوف من توسع النفوذ الروسي. وتؤكد الخطوة أيضاً أن دول أوروبا الشمالية باتت ترى في استقرار أوكرانيا حجر أساس لاستقرارها الإقليمي.