كشف كابتن طيار ليث الرشيد، عن التحديات التي تواجهها شركة إيرباص في إنتاج طائراتها الحديثة، مؤكدًا أن نقص المحركات وتأخيرات في سلاسل التوريد يشكلان أزمة حقيقية تؤثر على عمليات الإنتاج والتسليم.
وفي لقاء مع العربية بيزنيس، قال الرشيد: "المشكلة الأساسية التي تواجه إيرباص حاليًا ليست في عملية الإنتاج نفسها، بل في نقص المحركات. لدينا حوالي 60 طائرة على الأرض الآن، ولا يمكن تشغيلها لأن المحركات غير متوفرة. هذه الطائرات تستخدم الآن في أغراض غير طيران مثل المطاعم أو مشروعات أخرى، وهو ما يعكس حجم التأثير الكبير على قطاع الطيران".
وأضاف: "الشركتان الرئيسيتان اللتان توفران المحركات للطائرات الحديثة، سي إف إم وبراتن ويتني، تواجهان تأخيرات ضخمة في تسليم المحركات بسبب مشكلات في سلاسل التوريد، والتي تأثرت بشكل كبير جراء نقص المواد الخام المستوردة من الصين. هذا التأخير في المحركات يعقد الوضع بالنسبة لشركات الطيران التي تنتظر تسليم طائراتها في الوقت المحدد."
وأشار الرشيد إلى أن تأخير المحركات يؤدي إلى ما يسمى بـ "حرق الكاش"، حيث تتوقف الطائرات في الأرض ولا تحقق أي إيرادات، وهو ما يمثل خسارة مالية كبيرة لشركة إيرباص وكذلك لشركات الطيران التي تعتمد على هذه الطائرات لتوسيع أساطيلها.
وتابع: "في الوقت الذي تسعى فيه إيرباص لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 820 طائرة سنويًا بحلول عام 2029، يظل التأخير في المحركات أكبر عائق أمام تحقيق هذا الهدف. الشركات التي اختارت سي إف إم كمحركات لطائراتها قد تجد نفسها مضطرة لتغيير محركاتها إلى خيارات أخرى إذا استمر التأخير لفترة طويلة، وهو ما قد يزيد من تعقيد الصيانة والتوافق مع أنظمة الطائرات."
وفيما يتعلق بتأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، أوضح الرشيد أن اتفاق تصفير التعريفات بين الطرفين قد خدم قطاع الطيران بشكل عام، مع تحقيق فائدة أكبر لشركة إيرباص. وقال: "إيرباص الآن في وضع أفضل بكثير مقارنة بـ بوينج، التي تواجه قيودًا من الحكومة الأمريكية على إنتاجها. إيرباص قادرة على زيادة طاقتها الإنتاجية بشكل مرن، وهو ما يعطيها ميزة تنافسية في السوق."
وفي الختام، أكد الرشيد أن الوضع الحالي في صناعة الطيران يمثل تحديات كبيرة، ولكن مع تحسين سلاسل التوريد والتغلب على تأخيرات المحركات، سيكون من الممكن لتلك الشركات أن تعود إلى التوسع والإنتاج بالسرعة المطلوبة.