أثار الإعلان عن خطة توسيع مطار هيثرو في لندن، أكبر مطارات أوروبا من حيث عدد الركاب، موجة جديدة من الجدل، بعد سنوات من الخلافات القانونية والمجتمعية. الخطة التي كُشف عنها رسميًا، تشمل إنشاء مدرج ثالث وتوسعة مرافق المطار بتكلفة إجمالية تصل إلى 49 مليار جنيه إسترليني (نحو 57 مليار يورو)، ما يجعلها واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية في المملكة المتحدة.
ونقلت قناة الشرق بلومبرج عن إدارة مطار هيثرو، أن المشروع سيتم تمويله بالكامل من القطاع الخاص، ويستهدف مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطار من 84 مليون مسافر سنويًا حاليًا إلى 150 مليون مسافر في السنوات المقبلة. ومن المقرر أن يتم تخصيص 21 مليار جنيه إسترليني من إجمالي الميزانية لبناء المدرج الجديد، فيما يُوجه باقي التمويل لتحديث وتوسعة مباني ومرافق المطار الأخرى.
ورغم أن الحكومة البريطانية كانت قد وافقت على المشروع في يناير الماضي، إلا أن الانتقادات لم تهدأ، إذ واجهت الخطة معارضة شديدة من نشطاء حماية البيئة، وسكان المناطق المحيطة بالمطار، إضافة إلى رئيس بلدية لندن. المنتقدون يعتبرون أن المشروع سيؤدي إلى زيادة التلوث البيئي والضوضاء، إلى جانب تأثيره السلبي على المجتمعات المحلية.
من جانبها، دافعت إدارة مطار هيثرو عن المشروع، مؤكدة أن التوسعة ضرورية لتعزيز موقع لندن كمركز عالمي للتجارة والسفر، مشيرة إلى أن المطار يعمل حاليًا بطاقته القصوى، ولا يمكنه تلبية الطلب المتزايد دون توسعة كبيرة.
الجدير بالذكر أن مشروع المدرج الثالث كان موضوع نزاع طويل في المحاكم البريطانية خلال السنوات الماضية، حيث تم الطعن عليه بناءً على التزامات بريطانيا المناخية، قبل أن تسمح المحكمة العليا بالمضي قدمًا فيه عام 2020. ومع هذا الإعلان الجديد، يُتوقع أن يعود الجدل السياسي والبيئي إلى الواجهة مجددًا في المملكة المتحدة.