زار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، قطاع غزة، اليوم اليوم الجمعة، ليصبح أول مسؤول أمريكي رفيع يدخل القطاع منذ اندلاع الحرب، وشملت الزيارة شملت جولة في مواقع تابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF) المدعومة أمريكيًا، وهي الجهة التي تواجه انتقادات حادة من الأمم المتحدة بشأن طريقة توزيع المساعدات، التي وُصفت بأنها "غير آمنة وتنتهك الحياد الإنساني".
وتفقد ويتكوف موقعًا للمساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، في محاولة لوضع خطة جديدة لتقديم الدعم الإنساني، بينما تتصاعد الأزمة الغذائية في غزة التي تعاني من حصار شبه كامل منذ شهور، وفقًا لرويترز.
أول زيارة أمريكية رفيعة إلى غزة منذ الحرب
قال ويتكوف عبر منصة X: "الهدف من زيارتي هو تزويد الرئيس ترامب بفهم مباشر للوضع الإنساني في غزة، والعمل على صياغة خطة لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية".
وبعد ساعات من الزيارة، أفاد مسعفون فلسطينيون بمقتل ثلاثة أشخاص برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب أحد مواقع مؤسسة GHF، دون أن يتضح ما إذا كان الموقع المستهدف هو نفسه الذي زاره ويتكوف.
وذكر جيش الاحتلال أنه أطلق طلقات تحذيرية على تجمع مشبوه اقترب من قواته، ويجري تحقيقًا في الحادث.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف فلسطيني قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات منذ بدء عمليات GHF في مايو، أغلبهم برصاص جيش الاحتلال قرب مواقع توزيع الدعم، وتُحمّل المنظمة الدولية مؤسسة GHF مسؤولية تفاقم المجاعة، بسبب الممارسات الخطيرة والمنحازة.
ورغم ذلك، زعمت المؤسسة الأمريكية، إن نقاطها لم تشهد وقوع أي قتلى، وإنها أكثر كفاءة في توصيل المساعدات من وكالات الأمم المتحدة.
وقال متحدث المؤسسة، تشابين فاي، إنهم وزعوا 100 مليون وجبة على السكان المحتاجين، مرفقًا تصريحاته بصور لويتكوف يرتدي سترة واقية وقبعة مكتوب عليها «اجعل أمريكا عظيمة مجددًا»، مع اسم ترامب مطرزًا على الظهر.
ترامب يخطط ونتنياهو تحت الضغط
تأتي زيارة ويتكوف بعد يوم واحد من لقائه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل جراء المجاعة والدمار الواسع في غزة، والتي يعيش فيها 2.2 مليون نسمة.
ورافق ويتكوف في زيارته السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي نشر صورة من غزة تُظهر سكانًا خلف أسلاك شائكة إلى جانب لافتة كتب عليها: «100 مليون وجبة تم تسليمها».
وفي اليوم نفسه، قُتل 12 فلسطينيًا آخرون على الأقل في غارات إسرائيلية بمناطق متفرقة من القطاع، وفق ما أفاد به مسعفون.
وبحسب إحصائيات فلسطينية، فقد أسفرت الحرب المستمرة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وأسر 251، عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، معظمهم في غارات جوية إسرائيلية.
ورغم المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق نار، انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في قطر دون نتائج ملموسة.
المجاعة تفتك بالسكان وإسرائيل تتهم حماس والأمم المتحدة
مع تفاقم الأزمة، قالت مصادر طبية فلسطينية إن العشرات لقوا حتفهم خلال الأيام الأخيرة نتيجة سوء التغذية.
وتتهم إسرائيل، حماس والأمم المتحدة بإعاقة وصول المساعدات، مشيرة إلى أن نحو 140 شاحنة مساعدات تدخل غزة يوميًا، وهو ما يعادل ربع الحد الأدنى المطلوب، وفقًا لتقديرات وكالات الإغاثة.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة "الأونروا"، على منصة X: "بينما يموت سكان غزة من الجوع، فإن الطريقة الوحيدة للاستجابة للمجاعة هي إغراق غزة بالمساعدات".