تعاون مصري-دولي لتقليل نسب الإعاقة والوفاة الناتجة عن السكتات الدماغية

في خطوة جديدة نحو الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية، وقعت وزارة الصحة والسكان مذكرة تفاهم مع شركة "بورينجر إنجلهايم" الألمانية الرائدة، بهدف تطوير سبل التعامل مع السكتات الدماغية في مصر، من خلال دعم البنية التحتية، وتدريب الكوادر الطبية، وتطبيق بروتوكولات التدخل السريع وفق أحدث المعايير العالمية.

وشهد مراسم التوقيع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مؤكدًا أن المذكرة تمثل نقلة نوعية في جهود الدولة لمواجهة التحديات المرتبطة بالسكتات الدماغية، التي تُعد من الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة في مصر والعالم.

وأشار الوزير إلى أن الاتفاق يعزز من فاعلية الشبكة القومية لعلاج السكتات الدماغية، من خلال تطوير وحدات متخصصة داخل المستشفيات الحكومية، وتوفير أدوات التشخيص والعلاج السريع، فضلاً عن خلق نموذج مستدام لتوحيد آليات التدخل الطبي في مثل هذه الحالات.

وبحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن المرحلة الأولى من التعاون تشمل تنفيذ مبادرة "Angels" العالمية داخل 20 مستشفى تابعة للوزارة، عبر تجهيز وحدات السكتة الدماغية، وتقديم تدريب متكامل للفرق الطبية، بالتنسيق مع المجلس الصحي المصري، إلى جانب إطلاق حملات توعية جماهيرية تستهدف رفع الوعي بأعراض السكتة الدماغية وأهمية تلقي العلاج الفوري.

وتتضمن المذكرة أيضًا تفعيل استخدام المنصة العالمية "resq.org" لتسجيل بيانات المرضى ومتابعة الأداء الطبي وفق مؤشرات دقيقة، بما يتيح فرصًا واسعة لتحسين جودة الخدمة، وتعزيز كفاءة التدخل العلاجي في المستشفيات المشاركة.

وأكد الدكتور محمد حساني، مساعد الوزير لمبادرات الصحة العامة، أن هذا التعاون يأتي ضمن جهود الوزارة لدعم مبادرات الصحة الوقائية والعلاجية، وتوسيع نطاق الشراكات مع القطاع الخاص لنقل الخبرات الدولية وتطبيق أفضل الممارسات الطبية.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد مشرف، المدير العام لشركة "بورينجر إنجلهايم" لمنطقة شمال وشرق وغرب أفريقيا، أن الاتفاق يعكس التزام الشركة طويل الأمد بدعم قطاع الصحة في مصر، عبر توفير الدعم الفني واللوجستي، والمساهمة في بناء قدرات الكوادر الطبية دون تحميل الدولة أي أعباء مالية.

وشهد التوقيع عدد من القيادات الطبية والمسؤولين من الطرفين، من بينهم الدكتور شريف وديع، مستشار الوزير للطوارئ، والدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، إلى جانب ممثلين عن الشركة، من بينهم السيدة مريم بشارة، مديرة الاتصالات، والدكتور طارق بركات، مدير العلاقات الحكومية.

ويُعد هذا التعاون نموذجًا للشراكات الفعالة بين الحكومة والقطاع الخاص في قطاع الصحة، بما يسهم في تحسين المؤشرات الصحية الوطنية وتقليل العبء الناتج عن الأمراض غير المعدية.