ضغوط متزايدة على حكومة ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية


الجمعة 25 يوليو 2025 | 08:46 مساءً
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
وكالات

يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطاً متصاعدة من داخل البرلمان ومن الدبلوماسيين السابقين للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والمواقف الدولية المتغيرة تجاه القضية الفلسطينية.

أكثر من 100 نائب يطالبون بالاعتراف الفوري

وقع أكثر من 100 عضو في البرلمان البريطاني، من مختلف الأحزاب، على رسالة رسمية تطالب ستارمر باتخاذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية. وتأتي هذه الخطوة بعد تحركات سابقة لنحو 60 نائباً من حزب العمال بعثوا برسالة إلى وزير الخارجية ديفيد لامي يطالبون فيها بالموقف ذاته.

النواب اعتبروا أن سياسة الحكومة الحالية لم تعد مقبولة، خاصة في ظل إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بفلسطين خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

الوضع في غزة "لا يمكن الدفاع عنه"

أصدر مكتب رئيس الوزراء البريطاني بياناً وصف فيه الوضع في غزة بأنه "لا يمكن وصفه ولا الدفاع عنه"، إلا أن العديد من النواب، خصوصاً من الصفوف الخلفية في حزب العمال، يرون أن التصريحات لم تعد كافية وتطالب بتحرك سياسي ملموس.

وزير العلوم البريطاني: نرغب بدولة فلسطينية.. لكن الأولوية لغزة الآن

صرح وزير العلوم والتكنولوجيا بيتر كايل أن الحكومة ترغب في قيام دولة فلسطينية، لكنه شدد على أن الأولوية الآن يجب أن تكون لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. وقال: "نريد حلًا طويل الأمد، لكن ما يهم الآن هو إنقاذ الأرواح وتوفير الغذاء والدواء لسكان غزة".

محادثات ثلاثية طارئة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا

أعلن ستارمر عن محادثات طارئة ستجري اليوم الجمعة مع كل من الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس لمناقشة سبل وقف إطلاق النار، وتنسيق الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال ستارمر إن وقف إطلاق النار المرتقب يمكن أن يكون "منطلقاً نحو الاعتراف بدولة فلسطينية"، في إشارة إلى دعم بلاده لمسار دبلوماسي طويل الأجل.

رسائل من السفراء والدبلوماسيين السابقين: الاعتراف بفلسطين "خطوة متأخرة"

في تطور لافت، وجه عشرات السفراء والدبلوماسيين البريطانيين السابقين رسالة إلى ستارمر دعوه فيها للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدين أن الاستمرار في تجاهل هذه الخطوة "يقوض مصداقية بريطانيا الدولية"، خاصة في ظل ما تشهده غزة من انتهاكات إنسانية حادة.

انضم رجال الدين في بريطانيا إلى الأصوات الداعية لتغيير الموقف الرسمي، حيث صرّح كبير أساقفة يورك ستيفن كوتريل بأن ما يحدث في غزة يمثل "وصمة في ضمير المجتمع الدولي"، مديناً ما وصفه بـ"الحرب العدوانية ضد المدنيين".

ضغوط داخلية وخارجية تضع الحكومة البريطانية أمام اختبار سياسي

مع تزايد الضغوط من النواب، والدبلوماسيين السابقين، والكنيسة، والشارع البريطاني، تجد حكومة ستارمر نفسها أمام اختبار سياسي وأخلاقي حقيقي. وبينما تتحرك قوى أوروبية نحو الاعتراف بفلسطين، يترقب المراقبون ما إذا كانت لندن ستلحق بهذا المسار أم ستواصل تمسكها بالموقف التقليدي الحذر.