شهدت عائدات السندات في منطقة اليورو ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس، وسط تراجع رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة في المدى القريب من قبل البنك المركزي الأوروبي، وذلك عقب إبقاء البنك على سياسته النقدية دون تغيير وتقديم رئيسة البنك، كريستين لاجارد، لتوقعات اقتصادية أكثر تفاؤلًا.
وسجّل العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، المعروف بحساسيته لتغيرات أسعار الفائدة، قفزة تجاوزت 10 نقاط أساس ليصل إلى 1.9%، في أكبر مكاسب يومية له منذ منتصف مايو الماضي.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب قرار البنك بتثبيت سعر الفائدة عند 2%، قللت لاجارد من المخاوف بشأن تباطؤ التضخم، مؤكدة أن توقعات البنك لا تزال تشير إلى استقراره عند الهدف المحدد البالغ 2% على المدى المتوسط.
كما أشارت إلى أن التحديات في سلاسل الإمداد والاضطرابات التجارية الناتجة عن الرسوم الجمركية قد تشكل عوامل تضخمية مستقبلية.
وعلّق بعض المحللين على نبرة لاجارد بوصفها "متشددة نسبيًا"، حيث قال آرني بيتيميزاس، مدير الأبحاث في مجموعة AFS في أمستردام، إن لاجارد قللت من شأن انخفاض التضخم المتوقع في عام 2026، وأشارت إلى تحسن طفيف في وتيرة النمو الاقتصادي.
في السياق ذاته، ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات – المؤشر القياسي لمنطقة اليورو – بنحو 10.8 نقاط أساس ليصل إلى 2.71%.
وتأثر اليورو إيجابيًا بالتطورات، حيث قلّص من خسائره أمام الدولار الأمريكي، ليُتداول عند 1.1757 دولار، منخفضًا بنسبة 0.15% فقط.
على صعيد توقعات السوق، خفّض المتداولون احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى 20% فقط لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، مقارنة بتوقعات سابقة بلغت نحو 32% في وقت سابق من اليوم نفسه.