في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات والتوترات الجيوسياسية، سجلت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا عند التسوية، يوم الاثنين 21 يوليو 2025، وسط توقعات بأن تأثير الحزمة الجديدة من العقوبات الأوروبية على صادرات النفط الروسية سيكون محدودًا على الأسواق العالمية، بينما ظلت المخاوف قائمة بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة على الطلب العالمي.
تراجع طفيف في أسعار النفط
أنهت العقود الآجلة لخام برنت تداولاتها بانخفاض قدره 7 سنتات أو ما يعادل 0.1% لتغلق عند 69.21 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 14 سنتًا أو 0.21% لتستقر عند 67.20 دولار للبرميل، في وقت تتراوح فيه الأسعار خلال الأسبوع الجاري بين 64 و70 دولارًا للبرميل وفق تقديرات المحللين.
تأثير العقوبات الأوروبية على السوق
كان الاتحاد الأوروبي قد أقر يوم الجمعة الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا على خلفية الصراع المستمر في أوكرانيا، والتي شملت شركة "نايارا" الهندية للطاقة، المستورد الرئيسي للنفط الخام الروسي، في خطوة أثارت جدلًا بشأن تأثيرها على أمن الطاقة في آسيا.
وأعلنت شركة "روسنفت"، أكبر منتج للنفط في روسيا، رفضها لهذه العقوبات ووصفتها بأنها "غير مبررة وغير قانونية"، محذرة من أنها تهدد أمن الطاقة للهند، بينما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا "كوّنت حصانة معينة ضد العقوبات الغربية" وستواصل حماية مصالحها في قطاع الطاقة.
الرسوم الأمريكية ومخاوف الطلب
وفي سياق متصل، يترقب المستثمرون دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الواردات من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل، رغم تأكيد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك على ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع بروكسل قبل الموعد النهائي.
وذكر توني سيكامور، محلل السوق في "آي.جي"، أن حالة القلق من الرسوم ستبقى حاضرة حتى اللحظة الأخيرة، مرجحًا أن تقدم بيانات المخزون الأميركي دعمًا محدودًا للأسعار إذا أظهرت انخفاضًا في المعروض.
عوامل أخرى مؤثرة في السوق
على جانب آخر، أفادت شركة "بيكر هيوز" بأن عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار منصتين ليبلغ 422 منصة، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021، في إشارة إلى احتمال تراجع الإنتاج الأمريكي في المدى القصير.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران ستعقد محادثات نووية جديدة في إسطنبول يوم الجمعة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وسط تحذيرات أوروبية بأن فشل هذه المحادثات سيعيد العقوبات الدولية على طهران، وهو ما قد ينعكس على إمدادات النفط العالمية في حال حدوث اضطرابات جديدة.
نطاق سعري مستقر رغم التوترات
يأتي ذلك في وقت استقر فيه تداول خام برنت ضمن نطاق سعري تراوح بين 66.34 دولار و71.53 دولار للبرميل خلال تعاملات الأسبوع، بعد أن ساهم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في تهدئة المخاوف الجيوسياسية خلال الأسابيع الماضية.
وتتجه الأنظار إلى نتائج بيانات المخزون الأمريكية وتطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب مراقبة تأثير العقوبات الأوروبية على السوق الروسي لتحديد اتجاهات الأسعار خلال الفترة المقبلة، وسط توقعات بحدوث تذبذبات محدودة في الأسواق ما لم تظهر أحداث جيوسياسية أو بيانات اقتصادية مؤثرة بشكل مفاجئ.