تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل طفيف، اليوم الإثنين، وسط توقعات بأن يكون للعقوبات الأوروبية الأخيرة على روسيا تأثير محدود على إمدادات السوق، فيما أسهمت الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة في تغذية المخاوف بشأن مستقبل الطلب العالمي على الخام.
أسعار النفط العالمية
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 35 سنتًا أو ما يعادل 0.5% إلى 68.93 دولارًا للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 28 سنتًا أو 0.4% لتسجل 67.06 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الانخفاض عقب إعلان الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضي، عن إقرار الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، ضمن تداعيات الحرب المستمرة في أوكرانيا، حيث استهدفت العقوبات شركة "نايارا إنيرجي" الهندية، التي تُعد من بين أبرز مصدّري المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي.
وقلل عدد من المحللين من تأثير العقوبات الجديدة على سوق النفط، وقال هاري تشيليجيريان، من مجموعة "أونيكس كابيتال": "الجولة الأخيرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي لن تؤدي بالضرورة إلى تغيير في ميزان النفط، ولهذا السبب لا يتفاعل السوق كثيرًا، لقد كان الروس جيدين جدًا في التحايل على هذا النوع من العقوبات".
تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي
في السياق ذاته، أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا طورت حصانة معينة ضد العقوبات الغربية، معتبرًا أن تأثيرها بات محدودًا على الاقتصاد الروسي.
وجاءت عقوبات الاتحاد الأوروبي بعد أسبوع من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات على مشتري الصادرات النفطية الروسية، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يومًا، وهو ما أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد العالمي.
ووفقًا لتقديرات محللين في مجموعة "آي إن جي"، فإن البند الأكثر تأثيرًا في الحزمة الأوروبية يتمثل في الحظر المفروض على استيراد المنتجات النفطية المكررة من النفط الروسي عبر دول ثالثة، إلا أنهم أشاروا إلى صعوبات محتملة في رصد هذه العمليات وإنفاذ الحظر.
إيران تعود إلى طاولة المفاوضات
في تطور متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن إيران تعتزم استئناف محادثاتها النووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة المقبل.
وتأتي هذه الخطوة بعد تحذيرات أوروبية من إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، في حال استمرار الجمود في الملف النووي وعدم التوصل إلى اتفاق جديد.
إنتاج النفط الأمريكي
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز"، يوم الجمعة الماضي، تراجع عدد منصات الحفر النشطة بمقدار منصتين، ليصل إلى 422 منصة، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021، ما يشير إلى تراجع طفيف في أنشطة الإنتاج.
وفيما تتجه الأنظار إلى فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل، أعرب وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، عن ثقته في التوصل إلى اتفاق تجاري مع بروكسل يجنّب الجانبين مزيدًا من التصعيد.
وقال توني سيكامور، محلل السوق في شركة "IG"، إن استمرار المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية سيؤثر في السوق حتى موعد التطبيق، فيما قد تقدم بيانات المخزون الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع بعض الدعم للأسعار في حال أظهرت انخفاضًا في المعروض.
وأضاف سيكامور: "يبدو أن الأسعار ستتحرك في نطاق يتراوح بين 64 إلى 70 دولارًا للبرميل خلال الأسبوع الجاري".
وكانت العقود الآجلة لخام برنت قد تراوحت خلال الجلسة بين أدنى مستوى لها عند 66.34 دولارًا للبرميل، وأعلى مستوى عند 71.53 دولارًا، بعد أن هدأت السوق جزئيًا إثر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو، والذي أنهى حربًا استمرت 12 يومًا بين الجانبين.