في تحرك يعكس حالة الترقب في الأسواق الآسيوية، سجل الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الدولار اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، عقب فقدان الائتلاف الحاكم في اليابان بقيادة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا أغلبيته في مجلس المستشارين خلال الانتخابات الأخيرة، في وقت يترقب فيه المستثمرون التطورات المتعلقة بالمفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي للرسوم الجمركية.
ورغم إغلاق الأسواق اليابانية أبوابها اليوم، أظهر الين الياباني تحركًا إيجابيًا كمؤشر على حالة القلق الحذر لدى المستثمرين، إذ ارتفع بنسبة 0.9% ليصل إلى 147.52 مقابل الدولار، ليظل قريبًا من أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف والتي سجلها الأسبوع الماضي عند 149.19، مدفوعًا بمخاوف الأسواق تجاه الأوضاع السياسية والمالية في اليابان.
كما صعد الين بنسبة 0.5% أمام اليورو مسجلًا 172.05، وارتفع مقابل الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% ليصل إلى 198.60، في ظل تقييم الأسواق لنتائج الانتخابات التي أظهرت حصول الحزب الديمقراطي الحر على 47 مقعدًا فقط، دون الأغلبية المطلوبة البالغة 50 مقعدًا، في مجلس المستشارين المكون من 248 مقعدًا.
تقييم السوق وردود الفعل
وفي هذا السياق، أشار مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في "بانوكبيرن فوركس"، إلى أن الأسواق في طوكيو لم تتفاعل بشكل مباشر اليوم بسبب عطلة السوق، مؤكدًا أن رد الفعل الحقيقي للأسواق سيظهر خلال تعاملات الغد، لافتًا إلى أن خسارة الأغلبية لن تؤدي بالضرورة إلى تحول كبير في السياسات، بعكس توقعات بعض المستثمرين الذين ظنوا أن النتيجة ستكون سلبية للين.
ورغم أن نتيجة الانتخابات لم تكن مفاجئة بالكامل، إلا أنها تزامنت مع مرحلة حرجة لليابان التي تسعى للتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية قبل الأول من أغسطس المقبل، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدخول الرسوم حيز التنفيذ.
ضغوط الرسوم الجمركية على الأسواق
ويأتي ذلك في ظل تركيز المستثمرين العالميين على سياسات الرسوم الجمركية التي يدفع ترامب باتجاه فرضها على صادرات الاتحاد الأوروبي، وسط توقعات بزيادة التوترات التجارية إذا لم يتم التوصل لاتفاق وشيك، إذ أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أنه لا يزال واثقًا من إمكانية التوصل لاتفاق مع بروكسل قبل الموعد النهائي، مع وصفه للأول من أغسطس بـ "الموعد النهائي الصارم".
وفي المقابل، واصل اليورو مكاسبه بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.1681 دولار، كما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% ليسجل 1.3488 دولار، بينما تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية بنسبة 0.5% ليغلق عند 97.969 نقطة، ما يعكس حالة الترقب في الأسواق العالمية تجاه مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
الأنظار على اجتماعات البنوك المركزية
ويأتي هذا التحرك في الأسواق العالمية قبل اجتماعات مرتقبة للبنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين يترقب المستثمرون موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة وسط ضغوط يمارسها ترامب لخفضها، على الرغم من استبعاد السوق إقدام الفيدرالي على خفض وشيك في اجتماعه خلال يوليو.
وكانت وسائل إعلام قد أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي كان بصدد اتخاذ خطوات لإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي، قبل أن يتراجع عن هذه الخطوة خشية اضطراب الأسواق.
وفي أسواق العملات الأخرى، ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.5975 دولار، رغم الضغوط التي واجهها في الفترة الأخيرة بسبب بيانات التضخم التي جاءت أقل من توقعات الخبراء، في إشارة إلى استمرار حالة التذبذب في أسواق العملات العالمية وسط التحديات الاقتصادية الراهنة.