الأسواق الأوروبية تغلق على استقرار نسبي وسط ترقب اتفاق تجاري بين واشنطن وبروكسل


الاثنين 21 يوليو 2025 | 07:48 مساءً
الأسواق الأوروبية
الأسواق الأوروبية
حسين أنسي

في ظل حالة من الترقب والحذر، أنهت الأسهم الأوروبية تعاملاتها يوم الاثنين 21 يوليو على تباين، حيث وازن المستثمرون بين نتائج أعمال الشركات وتطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في وقت لا تزال فيه الأسواق العالمية تتأثر بمخاوف الرسوم الجمركية التي تهدد حركة التجارة الدولية.

وأغلق المؤشر الأوروبي ستوكس 600 منخفضًا بنحو 0.13% عند 546.31 نقطة، بينما حقق مؤشر داكس الألماني مكاسب هامشية بنسبة 0.04% مسجلًا 24,298.18 نقطة. في المقابل، ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.23% ليغلق عند 9,012.99 نقطة، في حين تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.31% إلى مستوى 7,798.22 نقطة.

وتأتي هذه التحركات وسط حالة من عدم اليقين بعد تصريحات وزير التجارة الأمريكي هاوارد لتنيك، الذي أكد ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قبل حلول الأول من أغسطس المقبل، وهو الموعد الذي وصفه بأنه «نهائي صارم» لبدء تفعيل الرسوم الجمركية المحتملة، في خطوة قد تؤثر بشكل مباشر على حركة الصادرات والواردات بين ضفتي الأطلسي.

وأضاف لتنيك أن هناك «مجالًا واسعًا» للوصول إلى اتفاق خلال المباحثات الجارية مع المفاوضين الأوروبيين، الأمر الذي أعطى إشارات متباينة للأسواق، ما بين التفاؤل بقرب الوصول إلى حلول، والقلق من تداعيات أي تصعيد محتمل في الملف التجاري.

على صعيد القطاعات، تصدر قطاع الموارد الأساسية المكاسب محققًا ارتفاعًا بنسبة 2.6%، مستفيدًا من ارتفاع أسعار المعادن عالميًا، بينما سجل قطاع السيارات تراجعًا بنسبة 0.3% وسط مخاوف مرتبطة بتباطؤ الطلب العالمي.

وفي سوق الأسهم، قفز سهم شركة "رايان إير" بنسبة 5.8% ليكون من أبرز الرابحين في مؤشر ستوكس 600، بعد إعلان أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا عن تضاعف صافي أرباحها خلال الربع الثاني من العام (أبريل – يونيو). 

على الجانب الآخر، هبط سهم شركة ستيلانتيس بنسبة 2.4% بعد توقع الشركة تكبد خسائر صافية تصل إلى 2.3 مليار يورو خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما انعكس سلبًا على معنويات المستثمرين في القطاع.

وعلى الصعيد السياسي، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيجتمعان بالرئيس الصيني شي جين بينج، يوم الخميس المقبل، في خطوة ينتظرها المستثمرون لقياس مستقبل العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، وانعكاسها على الأسواق.

وفي المملكة المتحدة، أظهر استطلاع أجرته شركة ديلويت تراجع ثقة المستهلك خلال الشهر الماضي لأدنى مستوياتها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، متأثرة بمخاوف ارتفاع التضخم وتباطؤ سوق العمل، في وقت أظهرت فيه البيانات الرسمية الأسبوع الماضي ارتفاع معدل البطالة في بريطانيا إلى 4.7% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مايو، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2021، ما يزيد من ضغوط المخاوف الاقتصادية في البلاد.

ويترقب المستثمرون حول العالم نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبروكسل خلال الأيام المقبلة، إلى جانب تقارير اقتصادية مرتقبة من عدة اقتصادات كبرى، والتي قد تحدد اتجاه الأسواق الأوروبية في الفترة القادمة وسط حالة الضبابية الراهنة.