محاولة جديدة للسلام.. أوكرانيا تدعو لاجتماع مع روسيا وترامب يضغط بمهلة 50 يومًا

في خطوة جديدة تهدف إلى تحريك المياه الراكدة في مسار المفاوضات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته روسيا لعقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل لدفع جهود محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة، مؤكداً استعداد بلاده الكامل للمشاركة في اجتماع مباشر على مستوى القيادة لضمان تحقيق السلام الفعلي.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي، اليوم السبت، إن أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، رستم عمروف، اقترح بالفعل عقد الاجتماع مع الجانب الروسي خلال الأسبوع المقبل، بهدف تحسين ديناميكية المفاوضات والوصول إلى نتائج ملموسة في ملفات تبادل الأسرى، إعادة الأطفال، ووقف الهجمات العسكرية، مؤكدًا: "يجب على روسيا التوقف عن التهرب من القرارات المتعلقة بهذه الملفات الإنسانية، وعلينا جميعًا العمل من أجل وقف إطلاق النار".

وفي المقابل، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر مقرب من فريق التفاوض الروسي تأكيده تلقي موسكو مقترح كييف بعقد هذا الاجتماع، دون الإشارة إلى موقف رسمي بشأن المشاركة.

يأتي ذلك بعد أن اختُتمت الجولة الأخيرة من المحادثات بين الجانبين في إسطنبول مطلع يونيو الماضي بسرعة، حيث لم تتجاوز مدة اللقاء ساعة واحدة، وانتهت دون تحقيق أي تقدم يُذكر بسبب تمسك روسيا بمطالب إقليمية كبيرة كشرط أساسي لوقف إطلاق النار، الأمر الذي رفضته أوكرانيا بشكل قاطع، مؤكدة عدم تقديم أي تنازلات إقليمية مقابل السلام.

وتتزامن هذه الدعوة الجديدة مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة مدتها 50 يومًا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مهددًا بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الروسية، إلى جانب "رسوم ثانوية" على الدول التي تشتري النفط الروسي، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال تلك المدة.

وقال ترامب، خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في المكتب البيضاوي: "نستخدم التجارة كأداة فعالة في تسوية النزاعات، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال 50 يومًا، فسنفرض رسومًا جمركية صارمة للغاية". وأبدى الرئيس الأمريكي إحباطه من تراجع بوتين عن تعهداته السابقة بشأن تقدم محادثات وقف إطلاق النار، واصفًا تلك التأكيدات بأنها "مجرد هراء".

ورغم هذه التهديدات، يرى محللون غربيون ومسؤولون أوكرانيون أن مهلة الخمسين يومًا التي حددها ترامب قد لا تكون كافية للضغط على بوتين لتغيير استراتيجيته أو إبطاء وتيرة الهجوم الصيفي الروسي المتوقع في الأسابيع المقبلة.

وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بأنها "مجرد كلام فارغ"، قائلاً: "كانت هناك مهلات سابقة بـ24 ساعة و100 يوم، وقد اعتدنا على مثل هذه التهديدات دون جدوى".

ويُنظر إلى دعوة زيلينسكي الجديدة لعقد اجتماع مباشر مع الجانب الروسي على أنها محاولة لإحياء المحادثات المتوقفة والوصول إلى حلول عملية، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الضغط الدولي لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، والذي أدى إلى تداعيات إنسانية واقتصادية كبيرة في أوكرانيا والمنطقة.