تصعيد تجاري محتمل بين واشنطن وبروكسل.. وترامب يتحدث عن "اتفاقات كبرى" قريباً


الجمعة 18 يوليو 2025 | 10:28 مساءً
ترامب
ترامب
محمد عاطف

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه سيعلن قريباً عن "اتفاقات تجارية كبيرة"، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية تهديداته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على المنتجات الأوروبية.

ومع عودة الإدارة الأميركية إلى النهج الحمائي، لم يتأخر رد فعل بروكسل، حيث كشفت مصادر أوروبية عن استعداد الاتحاد الأوروبي للرد بإجراءات انتقامية تصل قيمتها إلى 72 مليار يورو، بهدف "حماية التوازن" في العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.

موقف أوروبي موحد

وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء التجارة الأوروبيين في بروكسل يوم 14 يوليو، أكد مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون العلاقات بين المؤسسات، ماروش شيفتشوفيتش، أن دول الاتحاد الـ27 "موحدة" في مواجهة التهديدات الأميركية، قائلاً:

"نُفضّل التفاوض، لكننا مستعدون لجميع السيناريوهات، بما في ذلك اتخاذ إجراءات انتقامية إذا لزم الأمر".

وأشار شيفتشوفيتش إلى أن الخطط الأوروبية تم إعدادها بطريقة "مدروسة ومتوازنة"، وستُفعّل فور اتخاذ واشنطن أي خطوة أحادية الجانب.

استعدادات أوروبية للرد

من جانبهم، أبدى عدد من وزراء الخارجية والتجارة الأوروبيين دعمهم للنهج المتشدد، حيث أكد وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، أن "الاتحاد لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي"، بينما شدد وزير التجارة الفرنسي، لوران سان-مارتان، على أن "الرد الأوروبي لن يعرف محرمات"، ملمحاً إلى إمكانية البدء في الإجراءات المضادة قبل حلول الموعد المحدد في الأول من أغسطس.

وحذّرت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، من مغبة الانزلاق إلى مواجهة اقتصادية داخل الصف الغربي نفسه، في وقت تتزايد فيه التوترات مع كل من الصين وروسيا. لكنها أكدت في الوقت نفسه أن "أوروبا تملك القوة المالية للدفاع عن مصالحها".

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فدعا المفوضية الأوروبية إلى "الدفاع القوي عن المصالح الأوروبية"، فيما كشف المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، عن مشاركته شخصياً في جهود وساطة لحلحلة الأزمة، عقب محادثات جمعته مع كل من أورسولا فون دير لاين، ترامب، وماكرون.

نحو صدام أم تسوية؟

في ظل التصعيد المتبادل والتصريحات الحادة، يُطرح السؤال الأهم: هل تتجه العلاقات الاقتصادية بين ضفتي الأطلسي إلى مواجهة تجارية غير مسبوقة؟ أم أن هناك نافذة للتفاوض قبل حلول الموعد الحاسم في الأول من أغسطس؟

المراقبون يرون أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقة بين الطرفين، في وقت تحتاج فيه القوى الغربية إلى وحدة الصف في مواجهة تحديات استراتيجية متصاعدة عالمياً.