كاتبة سورية درزية: الوضع في السويداء "فظيع".. وابتعاد إسرائيل هو الحماية الحقيقية لنا


الجمعة 18 يوليو 2025 | 11:27 مساءً
الدروز
الدروز
وكالات

في ظل التوترات المستمرة وصمود وقف إطلاق النار الهش جنوب سوريا، وصفت الكاتبة السورية الدرزية في المنفى، سارة هنيدي، الوضع في السويداء بأنه "فظيع"، مؤكدة أن الأهالي يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل نفاد الغذاء وانقطاع الكهرباء وتعطل المستشفيات، مع تزايد المخاوف اليومية على الأرواح وسط تصاعد أعمال العنف.

وقالت هنيدي، في حديثها لشبكة CNN، إن "لا أحد بخير" في السويداء، مشيرة إلى نزوح نصف أفراد عائلتها ولجوئهم للعيش في مكان صغير وسط الخوف المستمر على حياتهم. وأضافت: "نفقد أحباءنا يوميًا في عمليات قتل فوضوية، فقدت أصدقائي وأفرادًا من عائلتي، والوضع يزداد سوءًا مع استمرار حصار المدينة وإغلاق جميع الطرق المؤدية إليها، ومنع دخول المواد الغذائية، بينما تعاني المستشفيات من الانهيار الكامل".

وأوضحت الكاتبة السورية أن ما يحدث من عمليات اختطاف وانتقام متبادل بين الفصائل المحلية، يغذي النزاعات الطائفية بين القبائل السنية والدروز، حيث يتم تصوير عمليات قتل وحشية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إذكاء الكراهية والانقسامات داخل المجتمع السوري. وقالت هنيدي: "نشهد الآن تدفق أعداد كبيرة من القبائل السنية إلى السويداء للثأر للبدو الذين تم تهجيرهم قسرًا من ديارهم، في ظل غياب أي جهود حقيقية لوقف نزيف الدم".

وحول وقف إطلاق النار الذي حظي بإشادة من الولايات المتحدة والحكومة السورية، اعتبرت هنيدي أن هذه الإشادة "مجرد كلمات فقدت معناها"، قائلة: "الحكومة قد تحاول الاستفادة من الوضع للسيطرة على المدينة، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن الوضع يتصاعد بسرعة، ولا أعتقد أن هناك أي طرف يمتلك حلاً حقيقيًا للأزمة حتى الآن".

وفي ردها على تصريحات السفير الإسرائيلي السابق في البرازيل، رضا منصور، الذي دعا لحماية الدروز ودعمهم من المجتمع الدرزي في إسرائيل، قالت هنيدي: "رغم أنني أنتمي إلى الطائفة الدرزية، فإن إنسانيتي لا ترتبط بطائفتي فقط. كان يجب عليهم إظهار الموقف ذاته تجاه غزة، لكن للأسف لم يفعلوا". وأضافت: "أقدر الخوف والقلق، لكن معظم الكراهية الحالية ضد الدروز تأتي نتيجة استمرار إسرائيل في التدخل في الشأن السوري تحت شعار حماية الدروز، ما يعمق الانقسامات الطائفية ضدنا".

وختمت الكاتبة رسالتها قائلة: "إذا أردتم حماية الدروز في السويداء، فإن أفضل ما يمكنكم فعله هو الابتعاد عن هذا الملف. حماية الدروز تعني ببساطة عدم التدخل، وهذا كل ما أطالب به".