قال طلال الطبّاع، الرئيس التنفيذي لشركة "كون مينا"، إن القوانين الأربعة الجديدة التي تنظم سوق العملات المشفّرة بدأت فعليًا تؤتي ثمارها من خلال تحفيز الطلب المؤسسي على الأصول الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، مؤكدًا أن هذه التشريعات كانت بمثابة "نقطة التحول" بالنسبة للمؤسسات الكبرى التي ظلت مترددة في دخول السوق سابقًا.
وأضاف الطبّاع في لقاء مع "الشرق بلومبرج"، أن المؤسسات المالية، وخاصة تلك التي تدير أموالاً نيابة عن أفراد أو صناديق، لا يمكنها الاستثمار في الأصول الرقمية دون وجود بيئة تنظيمية واضحة تحمي أصول العملاء وتضمن أمن الحفظ (Custody) ومصداقية التعاملات.
وأوضح أن الارتفاع الحاصل في سعر البيتكوين مؤخراً يعود بشكل مباشر إلى هذا التحول في سلوك المستثمر المؤسسي، وليس مجرد مضاربة، مؤكدًا أن "البيتكوين هو الأصل الوحيد الذي لا يتغير فيه العرض مع السعر"، بعكس جميع السلع والأصول الأخرى، حيث يظل المعروض منه محدودًا عند 450 بيتكوين يوميًا.
وحول دخول كبار اللاعبين مثل "بلاك روك"، أشار الطبّاع إلى أن حجم الأصول تحت إدارة صندوق "بلاك روك بيتكوين ETF" تجاوز 70 مليار دولار، مما يجعله أنجح صندوق تداول سلعة في التاريخ، قائلاً:
"السوق لا يكذب... السعر هو الذي يعكس الواقع، وكل هذه التدفقات دليل على ثقة المؤسسات المتزايدة في البيتكوين كأصل ادخار طويل الأجل."
كما استبعد أن تكون الأسعار الحالية مجرد فقاعة مؤقتة، مشيرًا إلى أن بيتكوين بطبيعته يمر بدورات مدتها أربع سنوات تتضمن ارتفاعات وتصحيحات، لكنه أكد أن من ينظر إلى الاستثمار على المدى الطويل – لعقد أو أكثر – لا يجب أن يقلق من التقلبات اللحظية.
وعن مستقبله الشخصي مع البيتكوين، قال الطبّاع مازحًا: "أنا أشتري بيتكوين كل يوم خميس، وأتوقع أنه عندما يبدأ ابني الدراسة ستكون قيمته قد تجاوزت المليون دولار، وهذا مجرد رأيي الشخصي".
وفيما يتعلق ببقية العملات المشفّرة مثل إيثيريوم وغيرها، شدد الطبّاع على ضرورة التفريق بينها وبين البيتكوين، واصفًا العملات الأخرى بأنها أقرب إلى الاستثمارات الجريئة (Venture Capital)، عالية المخاطرة، وحذر من استخدام الرافعة المالية عند تداولها.