أشار تقرير حديث أصدره مجلس الذهب العالمي إلى أن أسعار الذهب ستظل مستقرة إلى حد كبير خلال النصف الثاني من العام الجاري، على أن تبقى ضمن نطاق لا يتجاوز 5% أعلى من مستوياتها المسجلة بنهاية النصف الأول من 2025.
ضغوط الدولار وتدفقات الأصول المخاطرة
وأوضح التقرير أن استمرار الضغوط المرتبطة بالدولار الأميركي قد يؤدي إلى دفع أسعار الذهب للصعود، إلا أن أي تقدم جوهري في تسوية النزاعات العالمية وتحسن أداء أسواق الأسهم قد يجذب المزيد من الاستثمارات نحو الأصول عالية المخاطر، وهو ما من شأنه الحد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وبينما أظهرت بيانات التضخم علامات على التحسن، حذّر المجلس من أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي تبقي الأسواق في حالة ترقب، في ظل مخاوف من احتمال تدهور الأوضاع بشكل مفاجئ خلال الأشهر المقبلة.
تضخم عالمي مرتفع وترقب لقرارات الفائدة
وتوقع التقرير أن يبقى الأداء الاقتصادي العالمي دون تغييرات جذرية، مرجحًا أن يرتفع التضخم العالمي فوق مستوى 5% في ظل الأثر المتزايد للرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 2.9% بنهاية العام، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بنحو 0.5% مع نهاية الربع الأخير من 2025.
توتر جيوسياسي مستمر وطلب قوي من البنوك المركزية
وفي سياق متصل، رجح المجلس أن تظل التوترات الجيوسياسية، خاصةً بين الولايات المتحدة والصين، عاملاً رئيسيًا في دعم بيئة سوقية متقلبة وغير مستقرة.
ورغم التوقعات بتراجع طفيف في مشتريات البنوك المركزية للذهب مقارنة بمستوياتها القياسية الأخيرة، فإن الطلب سيظل أعلى بكثير من المتوسط المسجل قبل عام 2022 الذي كان يتراوح بين 500 و600 طن سنويًا.
قفزة قياسية في أسعار الذهب وحركة التداول
كان الذهب قد سجل أداءً لافتًا في النصف الأول من 2025، مرتفعًا بنسبة 26% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، ليحقق 26 قمة سعرية جديدة، مدفوعًا بتراجع الدولار وتقلبات العوائد، فضلاً عن التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة وتصاعد التوترات العالمية.
وساهم الطلب القوي من التداولات خارج المنصات وصناديق الاستثمار المتداولة في رفع متوسط قيمة التداول اليومي إلى 329 مليار دولار، وهو أعلى مستوى نصف سنوي مُسجل على الإطلاق.
صناديق الذهب المتداولة تسجل مستويات تاريخية
أدى تزايد تدفقات المستثمرين نحو صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب إلى ارتفاع إجمالي الأصول المُدارة عالميًا بنسبة 41%، لتصل إلى 383 مليار دولار بنهاية يونيو، في حين ارتفعت الحيازات بنحو 397 طنًا (ما يعادل 38 مليار دولار)، لتصل إلى 1616 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2022.
ضعف الدولار يدعم المعدن الأصفر
بحسب المجلس، ساهم ضعف أداء الدولار الذي سجل أسوأ بداية له منذ عام 1973، في تعزيز جاذبية الذهب، خاصةً مع تراجع الثقة في سندات الخزانة الأميركية التي شكلت لسنوات طويلة أحد أبرز أدوات التحوط.
وتُظهر البيانات أن أبريل الماضي شهد تراجع التدفقات إلى سندات الخزانة الأميركية بفعل تصاعد المخاطر وعدم اليقين حيال الأوضاع الاقتصادية.