خلاف ترامب وماسك يتصاعد.. وتكهنات بنقل أعماله إلى الصين


الثلاثاء 15 يوليو 2025 | 05:12 مساءً
ترامب وماسك
ترامب وماسك
محمد خليفة

في ظل تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، تتزايد التكهنات حول إمكانية نقل ماسك جزءًا من أعماله خارج الولايات المتحدة، وربما إلى الصين، التي يُنظر إليها كوجهة محتملة بفضل قدراتها الصناعية والتكنولوجية المتقدمة.

ترامب وإيلون ماسك

يعود أصل الخلاف بين ترمب وماسك إلى تباين المواقف بشأن سياسات الضرائب والإنفاق الحكومي، حيث تصاعدت الأزمة مؤخرًا بعدما هدد ماسك بتأسيس حزب سياسي منافس، بحسب ما ذكرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

وردّ ترامب على هذه التصريحات باتهام ماسك عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه أكثر من استفاد من الدعم الحكومي في التاريخ الأمريكي، مؤكدًا أن إمبراطورية ماسك جمعت ما يقارب 38 مليار دولار من العقود الفيدرالية والاعتمادات الضريبية والقروض الحكومية، وفقًا لـ واشنطن بوست.

وقال ترامب: «لولا هذه الإعانات، ربما اضطر ماسك إلى إغلاق أعماله والعودة إلى جنوب إفريقيا».

وأثار احتمال نقل بعض عمليات البحث والتطوير أو التصنيع إلى الصين قلق الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، خاصةً أن «تسلا» تمتلك مصنعًا ضخمًا في شنغهاي، ما يسهل نقل المزيد من عمليات إنتاج السيارات الكهربائية هناك، ويبقى نقل مشروعات حساسة مثل «سبيس إكس» خارج البلاد أمرًا شبه مستحيل بسبب ارتباطها بالأمن القومي وضوابط تصدير التكنولوجيا الأمريكية.

وقال دينيس سيمون، الباحث في معهد كوينسي: «إذا استمرت التوترات بين ماسك وترمب، لا سيما بشأن قضايا مثل التنظيم والدعم الحكومي والضرائب، فمن المرجح أن يعمد ماسك إلى توسيع قدرات البحث والتطوير أو التصنيع في الخارج، وبفضل بنيتها التحتية وسلاسل التوريد المتقدمة، قد تصبح الصين الوجهة الأكثر جذبًا له».

صناعة السيارات الكهربائية

أشار سيمون إلى أن الصين توفر بيئة مواتية لصناعة السيارات الكهربائية، وتملك قاعدة مستهلكين واسعة تفضل سيارات تسلا، لكن نقل الملكية الفكرية بالكامل إلى الصين قد يستفز رد فعل سياسيًا حادًا داخل واشنطن، خاصةً إذا ارتبط الأمر بتقنيات عالية الحساسية.

وبحسب البيانات، ساهمت «تسلا» في تحفيز نمو سوق السيارات الكهربائية في الصين، لكنها باتت تواجه منافسة قوية من شركات محلية مثل «بي واي دي» و«إكس بينج»، ما أدى إلى تراجع حصتها السوقية من 16% في 2020 إلى نحو 6% فقط خلال 2024.

وأوضحت أستاذة الجغرافيا بجامعة فاسار، تشو يو، أن الصين سبقت الولايات المتحدة في بعض تقنيات السيارات الكهربائية، مشيرة إلى أن نقل أنشطة البحث والتطوير بالكامل إلى الصين سيكون صعبًا، وأن الأرجح هو توسع ماسك في عملياته الحالية بدلًا من ترحيلها كليًا، مضيفة أن بيئة صناعة السيارات الكهربائية في الصين ناضجة بالفعل، ما قد يقلل من قدرة ماسك على إحداث تغيير كبير فيها.

ورغم الترحيب الواسع الذي يحظى به ماسك لدى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، باعتباره مبتكرًا استثنائيًا، يرى آخرون أنه شخص يصعب الوثوق به.

وتعتقد تشو أن بكين قد تتودد لماسك لتأكيد جاذبيتها كبيئة مستقرة للابتكار، لكنها في الوقت ذاته لن تراهن عليه بشكل مطلق.

وحذر سيمون من أن بكين قد تتدخل في حال تعارضت أنشطة ماسك مع السياسات الرسمية، موضحًا أن السلطات الصينية قد تلجأ لتجميد أصوله أو تقييد عملياته أو حتى الاستحواذ على بعض ملكيته الفكرية إذا اقتضت الضرورة، مستغلةً خلافه مع الإدارة الأمريكية لترويج نفسها كوجهة مفضلة للابتكار مقارنةً بواشنطن.