كشفت الإعلامية هالة سرحان عن ندمها الشديد لاستضافتها أعضاء من جماعة الإخوان والسلفيين في برامجها التلفزيونية، مؤكدة أن تلك الخطوة كانت "خطأً كبيرًا"، رغم أنها جاءت بدافع الحياد الإعلامي وإتاحة الفرصة لكل الأطياف السياسية للتعبير عن آرائهم.
وقالت "سرحان"، خلال لقائها ببرنامج "ستوديو إكسترا" مع الإعلامي شادي شاش على قناة "إكسترا نيوز"، إنها كانت تُقدّم في تلك الفترة برنامج "ناس بوك"، الذي وصفته بأنه أول برنامج تفاعلي مع الجمهور يُبث على الهواء مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مضيفة: "منحت السلفيين والإخوان مساحة في البرنامج، وكان ذلك بحسن نية، لكن تبين لي لاحقًا أن هذا كان تصرفًا أحمقًا.. كنت أتخيل أن الحياد يقتضي أن أستضيف الجميع، لكنني فوجئت بأن هذه التيارات لا تؤمن بالتعددية، ولا بالوطن، بل تسعى لاستغلال الدين كعباءة للسيطرة على الثروة والسلطة".
وأضافت أن بعض الحلقات شهدت مواقف صادمة، موضحة: "استضفت أحد قيادات الإخوان في حلقة كان يشارك فيها الفنان صلاح عناني، وفوجئت بهذا الضيف يقول لنا: نحن أسيادكم، رفضت هذا الكلام بشدة، وانفعلنا على الهواء، لدرجة أن صلاح عناني أمسكه من صدره، وصرّح بأن المصريين لا أسياد عليهم. وبعد انتهاء الفاصل، اعتذر هذا الضيف، بل قبّل رأس عناني أمام الكاميرات للحصول على لقطة تصالح".
وتابعت هالة سرحان: "أحد هؤلاء الضيوف كان يلحّ في الظهور مجددًا، وأخبرني أنه زار قرية صغيرة في المنصورة، واحتفى به الناس لأنه ظهر في برنامجي، حينها شعرت أنني أقدّم لهم دعاية مجانية، بدأت أُدرك أنني أخطأت، وأنني أُسهم في ترويج خطاب متطرف باسم المهنية والحياد".
كما أبدت استياءها من محاولات بعض المنتمين لتلك التيارات فرض وصايتهم على إدارة البرنامج، قائلة: "كان بعضهم يتصل بي ليطلب منع ضيوف بعينهم، رغم أنهم لم يفوزوا بالانتخابات آنذاك، وعندما رفضت، هددني أحدهم قائلًا: إحنا لسه متعرفوش هنعمل فيكم إيه، رديت عليه مباشرة: أنت تتحدث مع إعلامية، وستدفع ثمن هذا الكلام يومًا ما".
وأضافت أن بعض السلفيين الذين استضافتهم كانوا أكثر تشددًا، وسبق أن خرجوا من السجون، معتبرة أن ظهورهم الإعلامي ساهم في تشويه صورة الإسلام الوسطي، موضحة: "هؤلاء لم يكونوا مجرد ضيوف، بل يحملون فكرًا ظلاميًا وعدائيًا، ويعيشون وهم السيطرة والتمكين، دون أدنى فهم لطبيعة الدولة أو الشعب المصري".
واختتمت هالة سرحان حديثها، بالتأكيد على أنها خاضت هذه التجربة بهدف كشفهم أمام الناس، لكنها صُدمت من حجم العنف الفكري والهيمنة التي سعوا لترويجها، وهو ما دفعها لاحقًا لإعادة النظر في كثير من اختياراتها الإعلامية.