تراجع تكاليف شحن خام أورال الروسي وسط ترقب عقوبات أوروبية جديدة

شهدت أسعار شحنات النفط الروسي من موانئ بحر البلطيق إلى الهند تراجعًا ملحوظًا خلال شهري يوليو وأغسطس، مع توفر عدد أكبر من الناقلات البحرية، في وقت يترقب فيه السوق العالمي إمكانية فرض عقوبات أوروبية جديدة قد تغير هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة.

وأفاد متعاملون في السوق أن تكلفة شحن النفط الروسي من نوع «أورال» من موانئ بريمورسك وأوست لوغا على بحر البلطيق إلى الهند انخفضت إلى ما بين 5 ملايين و5.3 مليون دولار للشحنة الواحدة عبر ناقلات «أفراماكس»، القادرة على حمل نحو 730 ألف برميل في المتوسط، مقارنة بتكلفة تراوحت بين 5.5 مليون و5.7 مليون دولار في يونيو الماضي.

ويأتي هذا التراجع في ظل تحركات أوروبية لإقرار الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي قد تتضمن خفض سقف أسعار النفط الروسي المنقول بحرًا. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض، منذ عام 2022، سقفًا سعريًا على النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، مع حظر التجارة في النفط الخام المنقول عبر الناقلات إذا تجاوز السعر المدفوع هذا السقف.

وتشير التوقعات إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يتجه إلى فرض قيود سعرية أكثر صرامة ضمن حزمة العقوبات الجديدة، بما قد يخفض سقف سعر النفط الروسي إلى ما دون 45 دولارًا للبرميل مقارنة بالسعر الحالي البالغ 60 دولارًا، في إطار محاولات تكثيف الضغط الاقتصادي على موسكو مع استمرار الأزمة الأوكرانية.

وكانت أسعار النفط العالمية قد شهدت تراجعًا في أوائل أبريل، ما دفع سعر خام «أورال» الروسي في الموانئ إلى ما دون مستوى 60 دولارًا للبرميل، وهو ما أتاح الفرصة أمام بعض شركات الشحن الغربية لاستئناف عمليات نقل النفط الروسي بحرًا، بما في ذلك خدمات الشحن المباشر إلى الأسواق الكبرى مثل الهند.

ويتابع مراقبو الأسواق عن كثب تأثير أي عقوبات جديدة محتملة على حركة شحن النفط الروسي وأسعاره، في ظل استمرار الطلب القوي من دول مثل الهند والصين، وسعي موسكو للحفاظ على تدفقات صادراتها النفطية لتأمين مواردها المالية وسط الضغوط الغربية المستمرة.