سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدعومة بإشارات على قوة الاقتصاد الصيني، بينما يترقب المتعاملون القرارات المقبلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا.
أسعار النفط العالمية
صعد سعر خام القياس العالمي برنت متجاوزًا مستوى 71 دولارًا للبرميل، بعد أن حقق مكاسب أسبوعية بلغت نحو 3% الأسبوع الماضي، مستفيدًا من بيانات صينية كشفت عن إنهاء ثاني أكبر اقتصاد في العالم للنصف الأول من العام الجاري بفائض تجاري قياسي، في ظل استمرار المصانع الصينية في تجاوز الاضطرابات الناجمة عن النزاعات الجمركية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.
وفي السياق الجيوسياسي، توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار بيان رئيسي في وقت لاحق اليوم، يتضمن على الأرجح تفاصيل بشأن إجراءات جديدة للتعامل مع الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك تحديثات محتملة تخص سياسة العقوبات الأمريكية.
وكان ترامب قد صرّح، أمس، أن واشنطن بصدد تزويد كييف بمزيد من الأسلحة، في إشارة إلى موقف أكثر تشددًا في مواجهة روسيا.
وأظهرت بيانات التجارة الصينية زيادة ملحوظة في واردات الخام منذ مطلع العام، حيث قفزت مشتريات الصين من النفط الإيراني خلال يونيو إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر، وفقًا لشركة البيانات «فورتيكسا».
وفي هذا الإطار، قال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى «يو بي إس» في زيوريخ: «واردات الخام إلى الصين قوية للغاية، ما يشير إلى وجود طلب حقيقي على النفط، والأنظار تتجه حاليًا إلى إعلان ترامب بشأن روسيا».
مكاسب أسعار خام النفط
حذّر مراقبون من أن المخاوف المرتبطة بتباطؤ النمو العالمي قد تحد من مكاسب أسعار الخام، لا سيما مع استمرار التهديدات بسياسات حمائية جديدة، إذ لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ما يضغط على شهية المستثمرين ويثير قلقًا حيال آفاق الطلب على الطاقة.
وبالرغم من الارتفاعات الأخيرة، لا تزال أسعار النفط منخفضة بنحو 5% منذ بداية العام الجاري، إذ يجد السوق نفسه أمام توازن دقيق بين تداعيات التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط –التي أعادت مخاوف نقص الإمدادات إلى الواجهة– وبين الضغوط المحتملة من الحرب التجارية التي تهدد بخفض وتيرة الطلب العالمي.
كما أن تخفيف تحالف «أوبك+» للقيود المفروضة على الإنتاج يزيد من احتمالية حدوث فائض في المعروض خلال النصف الثاني من العام الجاري، ما قد يُبقي أسعار الخام تحت ضغط إضافي رغم مؤشرات التحسن في الطلب الصيني.
ويترقب المستثمرون في أسواق الطاقة إعلان ترامب في وقت لاحق اليوم وما قد يحمله من قرارات جديدة ترسم مسار الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، في وقت تسعى فيه الأسواق لتحقيق توازن بين الطلب القوي من آسيا والمخاطر الجيوسياسية والضغوط التجارية المتصاعدة.