أعلنت مؤسسة تُدعى «Aqua 1 Foundation»، ومقرها المزعوم الإمارات العربية المتحدة، أنها استثمرت 100 مليون دولار في مشروع العملات المشفرة World Liberty Financial المرتبط مباشرة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعائلته، لتصبح بذلك أكبر مستثمر معروف في هذا المشروع حتى الآن.
وظلت هوية القائمين على Aqua 1 غامضة رغم ضخامة الصفقة، إذ لم تكشف مراجعة سجلات الشركات والبيانات الرقمية عن معلومات واضحة حول مصدر رأس المال أو شخصية ديف لي، الذي قدمته المؤسسة بصفته شريكًا مؤسسًا يقود المشروع مع فريق عالمي في البنية التحتية للأصول الرقمية، وفقًا لوكالة رويترز.
مشروع العملات المشفرة لعائلة ترامب
كشفت الوثائق أن عائلة ترامب تحصل على نحو ثلاثة أرباع العائدات من مشروع World Liberty، تشير التقديرات إلى أن العائلة جمعت ما يقارب 500 مليون دولار منذ إطلاق المنصة في الخريف الماضي، وسط انتقادات متزايدة لاحتمالات تضارب المصالح مع استمرار ترامب في طرح أجندة مؤيدة للعملات المشفرة.
وقالتAqua 1، في بيان مقتضب، إنها لن تفصح عن تفاصيل إضافية في هذه المرحلة.
وبحسب تدقيق سجلات مركز دبي المالي العالمي وسوق أبوظبي العالمي وهيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية، لا يظهر أي تسجيل رسمي للمؤسسة أو مؤسسها، وهو ما يزيد الغموض حول شرعية الصندوق ومصادر أمواله.
وتشير بيانات تتبع العملات المشفرة إلى أن محفظة aqua1.eth أجرت تحويلين كبيرين بنحو 80 مليون دولار إلى World Liberty مطلع يونيو، بينما تعود أغلب تدفقاتها إلى حساب في بورصة OKX، دون مؤشرات على أن لديها استثمارات نشطة أخرى خارج هذه الصفقة.
في المقابل، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض وجود تضارب مصالح، مؤكدةً أن ترامب وضع أصوله في صندوق تديره عائلته دون تدخل مباشر.
وحذر خبراء أخلاقيات أمريكيين، بينهم ريتشارد بينتر المستشار القانوني السابق في إدارة جورج بوش الابن، من أن غياب الشفافية بشأن مستثمري مشاريع ترامب يفتح الباب أمام التأثير الخارجي.
وقال بينتر: «إذا لم نعرف من أين تأتي الأموال، سيظل الرأي العام يفترض الأسوأ، خاصة عندما يكون الرئيس أو عائلته طرفًا مستفيدًا مباشرة».
ويأتي هذا الاستثمار الغامض في وقت تكثف فيه الإمارات استثماراتها في الأصول الرقمية، حيث يفضل العديد من صناديق التشفير التسجيل في أبوظبي ودبي للاستفادة من أطر تنظيمية مشجعة.
وأوضح مركز أبوظبي المالي العالمي، أن Aqua 1 ليست مسجلة أو مرخصة لديه بأي صفة.