الدولار والرسوم الجمركية.. هل ستظل الولايات المتحدة تحكم اللعبة الاقتصادية؟


الثلاثاء 08 يوليو 2025 | 11:03 صباحاً
الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين
الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين
محمد فهمي

أكد وائل مكارم، كبير استراتيجي الأسواق في "إكسنس"، في حديثه الأخير، أن الأسواق شهدت أداء قويًا منذ يونيو 2024 حتى الآن، مع رالي بحدود 7% على مؤشرات الأسهم الأمريكية، منوها بأن التراجع الأخير بنسبة 1% إلى 1.5% يعد أمرًا طبيعيًا في ظل عمليات جني الأرباح (Profit Taking) التي تحدث بعد فترة طويلة من الارتفاعات المستمرة.

وأشار مكارم، مداخلة مع قناة العربية Business، إلى أن الأسواق تراقب عن كثب التطورات التجارية بين الولايات المتحدة وبعض شركائها، خاصة مع تمديد الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق تجاري بين أمريكا واليابان إلى الأول من أغسطس. هذه الأوضاع تثير قلق الأسواق من عدم التوصل إلى تسويات سهلة مع بعض الدول الكبرى مثل اليابان، مما قد يؤثر على الشركات التي تعتمد على هذه الأسواق.

تأثير نتائج الشركات على مؤشرات الأسهم

وفيما يتعلق بالتوقعات حول نتائج الشركات الأمريكية، أكد مكارم أن هذه النتائج سيكون لها تأثير كبير على أداء مؤشرات وول ستريت. وقال: "نتائج الشركات الكبرى مثل التي تندرج تحت مؤشر "S&P 500"، ستكون محط الأنظار، حيث إن أي تراجع في أدائها قد يؤدي إلى تراجع أكبر في المؤشرات، بينما قد تدعم نتائج الشركات الجيدة استمرارية الأداء الإيجابي للأسواق."

وأضاف مكارم أن تأثير الرسوم الجمركية سيظل العامل الأكبر الذي يؤثر في الأسواق الأمريكية في الفترة المقبلة. وأوضح أن فرض رسوم جديدة أو عدم التوصل إلى اتفاقات تجارية قد يعكس سلبًا على الشركات الكبرى في الأسواق الأمريكية، مما يؤدي إلى مزيد من الضغوط على أداء الأسهم.

الدولار الأمريكي وتداعيات الرسوم الجمركية

أما عن حركة الدولار الأمريكي، فقد شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الجلسة الأمريكية الأخيرة بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة، وهو ما يعتبر بمثابة "تكنيكال ريباوند" أو استجابة فنية للسوق.

 وقال مكارم: "الحديث عن تخفيض معدلات الفائدة قد تراجع في الفترة الأخيرة، لكن إذا استمرت الضغوط التضخمية (Inflation) فمن المحتمل أن تبقى معدلات الفائدة مستقرة أو حتى مرتفعة، وهذا ما يساهم في دعم الدولار".

من جهة أخرى، تطرق مكارم إلى تراجع الين الياباني، مشيرًا إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على اليابان كان واضحًا، خاصة مع تهديدات الولايات المتحدة بفرض رسوم جديدة تصل إلى 25% على المنتجات اليابانية.

 وقال: "الاقتصاد الياباني يعتمد بشكل كبير على صناعة السيارات والزراعة، وأي تنازلات تطلبها الولايات المتحدة ستؤثر سلبًا على الاقتصاد الياباني، وهو ما ينعكس سلبًا على أداء الين".

كما أضاف أن الفائدة الرئيسية وراء ضعف الين تتمثل في عدم قدرة البنك المركزي الياباني على رفع معدلات الفائدة في الوقت الحالي بسبب التحديات الاقتصادية التي يواجهها، وهو ما يضعف من موقف الين في الأسواق العالمية.

وتوقع وائل مكارم أن تبقى الرسوم الجمركية على رأس العوامل المؤثرة في حركة الأسواق العالمية في الفترة القادمة، مع ضرورة مراقبة نتائج الشركات الأمريكية وتأثيرها على مؤشرات الأسهم. 

كما أشار إلى أن الدولار قد يستمر في التماسك إذا ظلت الضغوط التضخمية قائمة، بينما يواجه الين الياباني تحديات كبيرة نتيجة للتوترات التجارية مع الولايات المتحدة.