أكد جعفر الطائي، العضو المنتدب لشركة منار للطاقة، أن القرار الأخير لمنظمة أوبك بلس كان مدروسًا ومبررًا بناءً على تطورات السوق، رغم ردود الفعل السلبية التي شهدتها الأسواق بعد القرار.
وأوضح الطائي في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن المؤشرات الحالية تظهر حالة من التشاؤم، لكن إذا نظرنا إلى التوقعات المستقبلية للأسواق في الربع الرابع من 2025 و2026، فإن هناك إمكانية لانتعاش الطلب على النفط، منوها بأن استمرار سياسة أوبك بلس في تقليص الإنتاج قد يساعد في رفع الأسعار في المستقبل.
زيادة الإنتاج وتوقعات جولدمان ساكس
وأشار الطائي إلى توقعات بنك جولدمان ساكس بزيادة الإنتاج بمقدار 550,000 برميل في الاجتماع المقبل لأوبك بلس، مشيرًا إلى أن التخفيضات السابقة التي قامت بها الدول الأعضاء والتي وصلت إلى نحو 2.2 مليون برميل كانت قد شهدت زيادة تدريجية حتى الآن.
واعتبر أن زيادة الإنتاج المرتقبة ستكون جزءًا من خطة أوبك بلس لتوازن السوق وضمان استقرار الأسعار.
وأضاف: "يجب أن نكون متحفظين في تقييم قرارات أوبك، فالسوق لا يمكن أن يُقيم من منظور واحد، خاصة مع التغيرات العميقة التي شهدتها السياسة الإنتاجية لأوبك، التي لم تعد تعتمد على تخفيضات وإضافات تقليدية كما كان الحال في السبعينات والثمانينات".
عوامل مؤثرة في أسعار النفط في الفترة المقبلة
وتحدث الطائي عن العوامل التي ستؤثر بشكل رئيسي على أسعار النفط في الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن العامل الأهم سيكون سياسة أوبك بلس نفسها، التي ستحدد بشكل كبير اتجاهات العرض والطلب في السوق.
وأكد الطائي أن التوترات الجيوسياسية، مثل النزاع الروسي-الأوكراني، قد تؤثر على الأسعار ولكنها لم تشهد تأثيرًا كبيرًا على السوق في الفترة الأخيرة.
وفيما يخص الإنتاج خارج أوبك، أشار الطائي إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى هبوط إنتاج النفط من بعض الدول غير الأعضاء في أوبك، مما قد يساهم في تصعيد الأسعار.
وأضاف: "إذا استمر الإنتاج خارج أوبك في التأثر بأسعار النفط المنخفضة، فإن ذلك سيسهم في استقرار الأسعار أو حتى زيادتها في المستقبل".
مستقبل الأسعار: صعود أو هبوط؟
وفي ختام تصريحاته، أكد الطائي أن الأسعار الحالية تدعم بقاء النطاق السعري الحالي للنفط، مشيرًا إلى أن العقود المستقبلية تشير إلى انتعاش الطلب في الربع الرابع من 2025 و2026، وهو ما قد يساهم في استقرار الأسعار.
وأوضح أنه إذا استمر الطلب في الضعف ولم تشهد الأسواق انتعاشًا قويًا، فإن أسعار النفط قد تشهد انخفاضًا.