أكد الرئيس اللبناني جوزف عون، أمس الجمعة، أن التحديات التي يواجهها لبنان لا تقتصر على الضغوط الخارجية، بل تشمل أيضًا ما وصفه بـ “أعداء الداخل” الذين يسعون إلى استغلال النزاعات الطائفية لخدمة أجندات ومصالح خارجية، داعيًا اللبنانيين إلى الوحدة والتضامن في مواجهة هذه المخاطر.
وخلال استقباله وفد “التوازن الوطني”، شدد الرئيس عون على أهمية تعزيز التنسيق بين مختلف المكونات اللبنانية للحفاظ على استقرار البلاد وأمنها، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم وجود أي مؤشرات حول وجود استعدادات لاختراقات أمنية على الحدود، في ظل استمرار التعاون والتنسيق مع مفتي الجمهورية والرئيس السوري أحمد الشرع لمتابعة الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وأشار الرئيس اللبناني إلى الدور الإيجابي والاعتدالي الذي تؤديه الطائفة السنية في لبنان، لافتًا إلى أن جميع الطوائف في البلاد متساوية ولا توجد طائفة تتقدم على أخرى، وأن لبنان دفع ثمنًا باهظًا بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.
وفي حديثه عن أسباب تدهور الأوضاع الداخلية، حمّل الرئيس عون الفساد وغياب المحاسبة المسؤولية الكبرى عما وصلت إليه البلاد من أزمات، مشددًا على ضرورة تفعيل دور القضاء كخطوة أساسية في استعادة الثقة بين الدولة والمواطنين، والسير بخطوات ثابتة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات.
وأكد عون أن المرحلة الحالية تتطلب من جميع القوى اللبنانية العمل بروح وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة، معتبراً أن مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لا يمكن أن تتم إلا من خلال وحدة الصف الداخلي واستعادة الثقة بين أبناء الشعب ومؤسسات الدولة، بما يحقق الاستقرار ويعيد الأمل للبنانيين بمستقبل أفضل.