تقرير دولي: 666 مليون شخص بلا كهرباء و1.5 مليار يفتقرون للطهي النظيف


وسط دعوات لزيادة التمويل لتحقيق هدف 2030

الجريدة العقارية الجمعة 27 يونية 2025 | 10:22 مساءً
طفلان يذاكران على أضواء الشموع في غزة. يعاني قطاع غزة من انقطاع في الكهرباء يصل إلى 20 ساعة يوميا
طفلان يذاكران على أضواء الشموع في غزة. يعاني قطاع غزة من انقطاع في الكهرباء يصل إلى 20 ساعة يوميا
محمد خليفة

على الرغم من وصول الكهرباء إلى نحو 92% من سكان العالم، إلا أن هناك أكثر من 666 مليون إنسان ما زالوا محرومين منها حتى اليوم، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى دعوة المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل الموجه لدعم مشاريع الطاقة المتجددة.

 أزمة الكهرباء في العالم

أوضح تقرير جديد أصدرته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع عدد من الشركاء، يوم الأربعاء الماضي، أن معدلات الوصول الأساسي إلى الطاقة شهدت تحسنًا منذ عام 2022، غير أن وتيرة التقدم الحالية تظل غير كافية لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في ضمان وصول الجميع إلى الطاقة بحلول عام 2030، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة.

وسلّط التقرير الضوء على الأهمية المحورية للطاقة المتجددة الموزعة، ذات الكفاءة العالية من حيث التكلفة، بما في ذلك الشبكات الصغيرة من الأنظمة الشمسية المتصلة بالشبكة وخارجها، في تسريع وتيرة توفير الكهرباء، إذ يعيش معظم من لا يزالون غير موصولين بشبكات الكهرباء في مناطق نائية منخفضة الدخل وهشة.

فوارق إقليمية واضحة

وفي هذا السياق، قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: «رغم التقدم الذي تحقق في بعض المناطق، لا يزال توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء ووسائل الطهي النظيف يسير بوتيرة بطيئة بشكل مخيب للآمال، وخاصة في أفريقيا»، مشيرًا إلى أن نحو 85% من سكان العالم المحرومين من الكهرباء يقيمون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وعلى الرغم من التوسع السريع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في هذه المنطقة، إلا أن متوسط القدرة المركبة للفرد لا يتجاوز 40 وات، وهو ما يمثل ثُمن المتوسط المسجل في بقية البلدان النامية.

أزمة الطهي النظيف

كما أشار التقرير إلى استمرار الفجوة الكبيرة في الوصول إلى وسائل الطهي النظيف، إذ يفتقر ما يقرب من 1.5 مليار شخص في المناطق الريفية إلى حلول الطهي الآمنة، فيما يعتمد أكثر من ملياري شخص حول العالم على وقود ملوث وخطر مثل الحطب والفحم لتلبية احتياجاتهم اليومية للطهي.

ورغم هذه التحديات، يرى التقرير أن التقنيات النظيفة خارج الشبكة مثل محطات الغاز الحيوي المنزلية أو الشبكات الصغيرة التي تتيح الطهي الكهربائي، يمكن أن تسهم بشكل ملموس في خفض الأضرار الصحية الناجمة عن التلوث داخل المنازل.

وفي هذا الشأن، صرّح تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قائلاً: «إن الملوثات التي تسمم كوكبنا هي نفسها التي تقتل الناس، إذ تسهم في ملايين الوفيات سنويًا نتيجة أمراض القلب والجهاز التنفسي، وتضر بالفئات الأضعف في المجتمع، وعلى رأسها النساء والأطفال».

عجز في التمويل

وأشار التقرير إلى أن غياب التمويل الكافي والميسر يشكل أحد الأسباب الجوهرية وراء استمرار الفجوات الإقليمية وبطء التقدم نحو الأهداف المعلنة، فرغم ارتفاع التدفقات المالية العامة الدولية الموجهة لدعم الطاقة النظيفة في البلدان النامية منذ عام 2022، إلا أن حجم هذه التدفقات في عام 2023 كان أقل بكثير مقارنة بما تم تسجيله في عام 2016.

وفي هذا الإطار، شدد ستيفان شفينفست، مدير شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة، على أن «تقرير هذا العام يوضح أن الوقت قد حان لتوحيد الجهود والبناء على ما تحقق بالفعل وتسريع وتيرة العمل».

ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي بين الحكومات والقطاع الخاص لتوسيع نطاق التمويل المخصص للبلدان النامية، ولا سيما دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.