عضو بالاحتياطي الفيدرالي يحذر: الرسوم الجمركية تنذر بموجة تضخم جديدة في أمريكا

في ظل تنامي التوترات التجارية وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية في الولايات المتحدة، حذر توماس باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة ستؤدي إلى ارتفاع ملموس في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى إمكانية عودة الضغوط التضخمية إلى الواجهة.

وفي كلمة ألقاها أمام جمعية نيويورك لاقتصاديات الأعمال، قال باركين إن بعض الشركات بدأت بالفعل بتمرير تكاليف الرسوم إلى المستهلكين، ما قد يُطلق شرارة موجة تضخمية جديدة.

لكنه سارع إلى تهدئة المخاوف، موضحاً أن التأثير لن يكون بنفس الحدة التي شهدناها خلال جائحة كوفيد-19، مضيفاً أن المستهلك الأمريكي قد يتجنب السلع المشمولة بالرسوم، مما قد يحدّ من أثر التضخم.

نهج "الانتظار والترقب" في السياسة النقدية

تصريحات باركين تأتي بعد أيام من قرار لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في نطاق 4.25% إلى 4.5%، وهو ما يعكس تبنّي البنك المركزي نهج الحذر والمراقبة في ظل الغموض المحيط بمستقبل التضخم والنمو وسوق العمل.

وأكد باركين أن التضخم ليس وحده موضع القلق، مشيراً إلى أن أهداف التوظيف لا تزال تحت المجهر، مما يعقّد اتخاذ أي خطوة مقبلة في السياسة النقدية.

ورغم تحذيراته، أشار باركين إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة كانت مشجعة على صعيد الأسعار والتوظيف، لافتاً إلى أن نمو الوظائف لا يزال قوياً، وهو ما يعكس متانة الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن.

وختم بالتأكيد على أهمية "المرونة في التفاعل مع البيانات"، قائلاً: "توقيت الخطوة التالية أقل أهمية من مضمونها. لدينا متّسع من الوقت لمراقبة التطورات والتصرف بحكمة".