ضياء رشوان: تفاهم غير معلن بين واشنطن وطهران وترامب اكتشف عجز إسرائيل عن حسم المواجهة


الخميس 26 يونية 2025 | 12:29 صباحاً
ضياء رشوان
ضياء رشوان
علي الشامي

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصّل إلى قناعة بأن إسرائيل غير قادرة على حسم المواجهة العسكرية مع إيران، وأن استمرار الحرب لن يؤدي إلى نتيجة حاسمة، ما دفعه إلى البحث عن مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه، ويُظهره في صورة "صانع السلام"، وهو ما يتماشى مع طموحه الشخصي في نيل جائزة نوبل.

وأوضح رشوان، خلال لقائه مع الإعلامية منة فاروق على قناة "إكسترا نيوز"، أن الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، مثل "فوردو"، و"نطنز"، و"أصفهان"، جاءت في هذا السياق الرمزي. حيث حرصت واشنطن على تجنّب إلحاق أضرار بشرية أو تدمير شامل لقدرات إيران النووية، بهدف إيصال رسالة مزدوجة: الضربة تمت، لكن لا نية للتصعيد الكامل.

وأشار إلى أن هذه الضربة جاءت بعد رصد الأقمار الصناعية الغربية تحركات لشاحنات تحمل يورانيوم من المنشآت النووية الإيرانية، ما يشير إلى استعداد طهران المسبق لاحتمال وقوع الهجوم. ولفت إلى أن هناك مؤشرات تفيد بأن الضربة نُسّقت جزئيًا، سواء عبر قنوات غير مباشرة أو عبر وسطاء، بما في ذلك الرسائل التي حملت تحذيرات ضمنية لإيران بأهمية الرد المحدود.

وفي هذا السياق، قال رشوان إن قيام إيران بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا بنيتها استهداف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، لا يمكن تفسيره كسلوك عدائي تقليدي، بل يُعدّ دليلاً على وجود تفاهم غير معلن بين الطرفين، يقوم على تجنّب المواجهة المباشرة، مع الحفاظ على الحد الأدنى من ردود الفعل "الرمزية" التي تسمح لكل طرف بادعاء الانتصار داخليًا.

وأضاف أن الرد الإيراني المحدود كان متفقًا عليه ضمنيًا، وقد استخدمته واشنطن كغطاء مناسب لإعلان وقف إطلاق النار بطريقة غير رسمية. وفي المقابل، لم تُبلّغ إيران إسرائيل بأي نوايا مسبقة، بل استمر تبادل القصف حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما يعكس الفرق في طبيعة العلاقة بين طهران وكل من واشنطن وتل أبيب.

وأكد رشوان أن المشهد الحالي يعبّر عن واقع إقليمي جديد، تقبلت فيه الولايات المتحدة قوة إيران كأمر واقع، بل وشرعية استمرارها كفاعل إقليمي أساسي، وهو ما يثير استياءً بالغًا لدى إسرائيل، التي ترى في هذا التوجّه الأمريكي تقويضًا لطموحاتها في ضرب المشروع الإيراني بشكل كامل.

وختم رشوان تحليله بالتأكيد على أن هذه المواجهة لم تُفضِ إلى نصر أو هزيمة، لكنها كشفت ملامح تفاهم خفيّ بين الولايات المتحدة وإيران، يقوم على تبادل الرسائل والضربات المحسوبة، في وقت باتت فيه إسرائيل خارج المعادلة الفعلية، رغم منحها الضوء الأخضر في البداية.