استحوذت الهند، منذ مطلع عام 2025، على النسبة الأكبر من صادرات روسيا البحرية من خام "الأورال" – وهو الخام الرئيسي الذي تصدّره موسكو – حيث بلغت حصة الهند 80% من مجمل الشحنات، مدفوعةً بزيادة الطلب من جانب المصفاتين الخاصتين الوحيدتين في البلاد، "ريلاينس إندستريز" و"نايارا إنرجي".
الهند تهيمن على صادرات روسيا البحرية من النفط
وفقاً لبيانات صادرة عن شركة "كبلر" المتخصصة في تحليلات الطاقة، فقد اشترت الهند 231 مليون برميل من خام الأورال حتى 24 يونيو الجاري، فيما استحوذت الشركتان المذكورتان وحدهما على نحو 45% من إجمالي الشحنات.
وتؤكد هذه الأرقام صدارة الهند كمستورد رئيسي لخام الأورال، بعدما بلغت حصتها 74% من صادرات الخام الروسي في عام 2024، وهو ما يبرز اعتماد نيودلهي المتزايد على الطاقة الروسية، ويمنح الكرملين مصدراً حيوياً للدخل، بحسب ما نشرت الشرق بلومبرج.
وتقدّمت "ريلاينس" المملوكة للملياردير الهندي موكيش أمباني، إلى صدارة المشترين العالميين، بعد شرائها 77 مليون برميل من خام الأورال خلال النصف الأول من 2025، وقد وقّعت الشركة اتفاقاً مع روسيا يمتد لعشر سنوات، لتوريد 500 ألف برميل يومياً بدءاً من يناير المقبل.
وتشير بيانات "كبلر" إلى أن الخام الروسي شكّل 36% من إجمالي واردات "ريلاينس" من النفط هذا العام، مقارنة بـ10% فقط في عام 2022.
ورفعت "نايارا إنرجي"، حصتها من الخام الروسي إلى 72% من وارداتها، مقارنة بـ27% قبل ثلاث سنوات، في انعكاس مباشر لتوجهها نحو مصادر نفطية منخفضة التكلفة.
المصافي الحكومية خارج السباق
في المقابل، لم تبرم شركات التكرير الهندية الحكومية – مثل "إنديان أويل" و"بهارات بتروليوم" و"هندوستان بتروليوم" – أي عقود توريد طويلة الأجل مع موسكو، كما تواجه هذه الشركات قيوداً على استخدام بعض العملات في معاملات شراء النفط، مما يحد من قدرتها التنافسية مقارنة بنظيراتها الخاصة.
وتُظهر المؤشرات أن الطلب القوي من "ريلاينس" و"نايارا" أدى إلى تراجع الخصومات السعرية على خام الأورال في السوق الفورية، حيث انخفضت إلى أقل من دولارين للبرميل مقارنة بسعر خام "برنت المؤرخ"، بعد أن كانت 4 دولارات في الربع الثاني من العام الماضي، بحسب مصادر مطلعة.
تنويع الاستيراد وخطة بديلة
تسعى "هندوستان بتروليوم" إلى تنويع استراتيجيتها الشرائية لعام 2025، من خلال استيراد شحنات من دول أخرى مثل الجابون وجمهورية الكونغو، بحسب تصريحات يان رونج فونج، المحللة في "كبلر".
وأوضحت فونج أن تحركات تحالف "أوبك+" لاستعادة حصته السوقية قد تؤدي إلى زيادة تدفقات النفط من الشرق الأوسط إلى الهند، لا سيما من السعودية، خلال ما تبقى من العام الجاري.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من شركات "ريلاينس" و"نايارا" و"إنديان أويل" و"هندوستان بتروليوم" و"بهارات بتروليوم"، رغم تلقيها استفسارات عبر البريد الإلكتروني، بحسب ما أفادت به مصادر التقرير.
ويؤكد هذا الاتجاه تصاعد نفوذ الهند في أسواق الطاقة العالمية، وقدرتها على استغلال الفجوات الجيوسياسية لتعزيز أمنها الطاقي، مع منح روسيا متنفساً استراتيجياً في ظل العقوبات الغربية.