ناقلات النفط تتفادى مضيق هرمز وسط تصاعد التوترات ومخاوف من رد إيراني (خريطة)


الاثنين 23 يونية 2025 | 05:51 مساءً
إغلاق مضيق هرمز
إغلاق مضيق هرمز
محمد شوشة

تشهد الملاحة البحرية في مضيق هرمز تحولات ملحوظة، بعد أن أظهرت بيانات تتبع السفن قيام ناقلتين عملاقتين على الأقل بتغيير مسارهما في المنطقة، في أعقاب الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت إيرانية نهاية الأسبوع.

ويأتي ذلك وسط مخاوف متصاعدة من رد إيراني محتمل قد يشمل إغلاق المضيق، الذي يُعد شريانًا حيويًا يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية.

إغلاق مضيق هرمز

تسببت أكثر من عشرة أيام من التوتر المتصاعد في الخليج في دفع ناقلات النفط إلى تسريع رحلاتها، أو إيقافها مؤقتًا، أو تعديل مساراتها بعيدًا عن الممر المائي الحساس بين إيران وسلطنة عمان، وفقًا لوكالة رويترز.

وصعدت أسعار النفط لتسجل أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، وسط تداولات متقلبة، مع توقعات بأن يصل سعر البرميل إلى 100 دولار إذا تصاعدت الأزمة، ورافق ذلك ارتفاع كبير في أسعار شحن الناقلات العملاقة (VLCCs)، التي تنقل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، حيث تجاوزت تكلفة استئجارها 60 ألف جنيه إسترليني يوميًا، أي أكثر من ضعف السعر خلال الأسبوع الماضي، بحسب بيانات الشحن.

مسار ناقلات النفط العملاقة

وفقًا لبيانات من شركتي Kpler وLSEG، وصلت ناقلة النفط العملاقة Koswiezdom Lake إلى مدخل المضيق يوم الأحد، قبل أن تنعطف جنوبًا، ثم تعود يوم الإثنين وتستأنف رحلتها نحو ميناء زركو الإماراتي لتحميل الخام الموجه إلى الصين.

وأظهرت بيانات LSEG، أن ناقلة النفط العملاقة South Loyalty غيرت مسارها وبقيت خارج المضيق الإثنين، رغم أنها كانت مقررة لتحميل شحنة من الخام في محطة البصرة العراقية.

وذكرت شركة Sentosa Shipbrokers في سنغافورة أن عدد الناقلات الفارغة المتجهة نحو الخليج تراجع بنسبة 32% خلال الأسبوع الماضي، كما انخفضت نسبة مغادرة الناقلات المحملة بـ27% مقارنة ببداية مايو.

وأظهرت بيانات منصة MarineTraffic تغيرًا واضحًا في أنماط الإبحار، حيث أصبحت العديد من السفن تسلك مسارات أقرب إلى السواحل العمانية، بينما تحصر السفن التي ترفع العلم الإيراني تحركاتها ضمن المياه الإقليمية.

أبرز السفن التي غيرت مسارها

من بين السفن التي غيرت مسارها: ناقلة الكيماويات Kohzan Maru، التي كانت تبحر باتجاه المضيق قبل أن تبقى في خليج عمان، وكذلك ناقلتا النفط Red Ruby وMary C اللتان اختارتا إسقاط المرساة قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي بانتظار موعد التحميل.

وقال كي واي لين، المتحدث باسم شركة فورموزا للبتروكيماويات التايوانية، إن مالكي السفن باتوا يحاولون تقليل الوقت الذي تقضيه السفن داخل المضيق، موضحًا أن السفن لن تدخل المنطقة إلا عندما يحين وقت تحميلها بدقة.

وأكدت شركتا الشحن اليابانيتان Nippon Yusen وMitsui O.S.K. Lines استمرار عبور المضيق، لكنها أصدرتا تعليمات لأسطولهما البحري بتقليص مدة الإقامة داخل الخليج كإجراء احترازي.

وحذر عدد من تجار النفط والمحللين من احتمال حدوث تأخيرات في عمليات الشحن، مع اصطفاف بعض السفن في عرض البحر بانتظار دورها.

وعلّق ليون ألكسندر، الشريك في شركة المحاماة الدولية Clyde & Co، قائلًا: "تنويع مصادر الإمداد وطرق الشحن بات ضرورة استراتيجية، خاصة في ظل دروس الأزمات السابقة مثل أزمة البحر الأحمر".

البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق المضيق

من جهتها، ذكرت قناة Press TV الإيرانية أن البرلمان الإيراني وافق يوم الأحد على إجراء لإغلاق المضيق، غير أن تنفيذ القرار يتطلب مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد.

ورغم التهديدات المتكررة من طهران بإغلاق المضيق على مدى السنوات الماضية، فإنها لم تُقدم على تنفيذ ذلك فعليًا، لكن مراقبين يرون أن التصعيد الأخير قد يضع هذا السيناريو ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة في حال استمر التصعيد. 

إغلاق مضيق هرمز
إغلاق مضيق هرمز