17 مليون برميل تمر عبره يوميًا.. إغلاق مضيق هرمز يشعل أسعار النفط


الاثنين 23 يونية 2025 | 10:41 صباحاً
أسعار النفط
أسعار النفط
إيهاب زيدان

مضيق هرمز تصدر محركات البحث في الساعات الأخيرة، في الوقت الذي وافق البرلمان الإيراني أمس على قرار إغلاق مضيق هرمز ردا على الهجمات الأمريكية على منشآت إيران النووية.

إغلاق مضيق هرمز

وأثار ذلك حالة من القلق والتوتر على الساحتين الإقليمية والدولية وأدى إلى ارتفاع أسعار النفط وارتباك في حركة التجارة العالمية.

رد فعل على التصعيد الإيراني

ومن جانبه صرح عدد من أعضاء البرلمان الإيراني أن طهران قد تلجأ إلى إغلاق المضيق الاستراتيجي كرد فعل على ما وصفوه بالتصعيد الغربي والتدخلات المتزايدة في شؤون إيران الداخلية والإقليمية، وهو ما اعتُبر رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

مضيق هرمز يمثل أحد أهم الممرات البحرية في العالم لتصدير النفط، حيث يمر عبره ما يقرب من خمس الإمدادات العالمية من النفط يوميًا، وبالتالي فإن أي تهديد بإغلاقه أو تقييد الملاحة فيه يُعد تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة العالمي ويؤثر بشكل فوري على أسعار النفط والتجارة الدولية وقد شهدت الأسواق بالفعل موجة من الترقب والحذر مع ارتفاع أسعار النفط تحسبًا لأي تطور مفاجئ في الموقف الإيراني.

تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة

ويرى خبراء أسواق مال أن تصريحات البرلمان الإيراني لا تأتي بمعزل عن تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، وخاصة على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران عبر وكلائها في المنطقة، وهو ما دفع طهران لاستخدام ورقة مضيق هرمز كورقة ضغط استراتيجية وسبق لإيران أن هددت بإغلاق المضيق في أزمات سابقة، لكن الأمر لم يتجاوز حدود التهديد، غير أن الظروف الحالية تبدو أكثر خطورة مع تعدد جبهات التوتر وتشابك المصالح الدولية.

وأضاف الخبراء أن المضيق يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حساسية استراتيجيًا فهو يربط بين الخليج العربي وبحر العرب وتحديدًا المحيط الهندي ويُمثل شريانًا حيويًا لحركة ناقلات النفط والتجارة العالمية إذ تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية أي ما يعادل نحو 17 مليون برميل يوميًا وبالتالي فإن أي إغلاق أو تهديد بإغلاقه يؤثر بشكل فوري وعميق على أسواق الطاقة الدولية وعلى منظومة التجارة العالمية بأكملها.

قفزة في أسعار النفط

كما أن إغلاق مضيق هرمز سواء كان كليًا أو جزئيًا يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط بسبب توقف الإمدادات أو تعطلها مما يفرض ضغطًا كبيرًا على الدول المستوردة للنفط وخاصة تلك التي تعتمد بشكل رئيسي على الخام القادم من الخليج كما يدفع شركات الشحن والتأمين إلى فرض رسوم إضافية لتغطية المخاطر المتزايدة ما يرفع تكاليف الشحن ويؤثر بالتبعية على أسعار السلع والمواد الأولية عالميًا ويؤدي إلى حالة من الارتباك في الأسواق المالية ويزيد من مخاوف التضخم في العديد من الاقتصادات النامية والمتقدمة.

إرباك سلاسل الإمداد العالمية

كما يتسبب الإغلاق في إرباك سلاسل الإمداد العالمية خاصة أن العديد من الدول الكبرى مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية تعتمد بشكل كبير على نفط الخليج وهو ما يدفعها للبحث عن بدائل في أسواق أخرى بأسعار أعلى أو تكاليف لوجستية مضاعفة مما يزيد العبء على اقتصاداتها الصناعية والتجارية أما من الناحية الجيوسياسية فإن هذا الإغلاق قد يُفجّر توترات إقليمية ودولية واسعة إذ أن حماية حرية الملاحة عبر المضيق تُعد أولوية قصوى للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.