الدولار يواصل الصعود كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباين السياسات النقدية العالمية


الخميس 19 يونية 2025 | 07:35 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
محمد شوشة

حافظ الدولار الأمريكي على استقراره، بل وحقق بعض المكاسب اليوم الخميس، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ما عزز جاذبيته كعملة ملاذ آمن، في الوقت الذي أظهرت فيه قرارات أسعار الفائدة الصادرة عن عدة بنوك مركزية أوروبية التحديات المتزايدة التي تواجه صناع السياسات النقدية.

الدولار الأمريكي

تواصلت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لليوم السابع على التوالي، ما أثار قلق المستثمرين من اتساع رقعة الصراع، خاصة مع تزايد التكهنات بشأن تدخل أمريكي محتمل، وقد أبقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الغموض قائمًا حول إمكانية دعم الولايات المتحدة للغارات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.

وفي هذا السياق المتوتر، قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو نفس القرار الذي اتخذه بنك إنجلترا يوم الخميس، في ظل حالة من عدم اليقين العالمي وضغوط تضخمية مستمرة.

أسعار الفائدة في البنك الوطني السويسري

خفّض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة كما كان متوقعًا، ما أدى إلى ارتفاع الفرنك السويسري أمام الدولار، لكن المفاجأة جاءت من البنك المركزي النرويجي، الذي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مخالفًا توقعات السوق التي رجّحت الإبقاء عليها، ما دفع الدولار واليورو للارتفاع بنسبة 1% مقابل الكرونة النرويجية.

واستقر مؤشر الدولار عند 98.9 نقطة، متجهًا نحو تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.8%، هي الأقوى منذ أواخر فبراير، وانخفض اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1473 دولار، وارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.2% إلى 145.56، ولا تزال الكرونة النرويجية أحد أفضل العملات أداءً هذا العام أمام الدولار، محققة مكاسب بنحو 11%.

ملاذ آمن تحت الضغط

قال فرانشيسكو بيسول، الخبير الاستراتيجي في "ING"، إن الدولار استعاد مكانته كملاذ آمن، لا سيما أن المخاطر الحالية - سواء الجيوسياسية أو ارتفاع أسعار النفط - لا تنبع من الاقتصاد الأمريكي مباشرة، مضيفًا أن الدولار يبدو في وضع أفضل مقارنة بالعملات الآمنة المعتمدة على واردات الطاقة مثل اليورو.

وشهدت الأسواق الأمريكية عطلة رسمية بمناسبة يوم Juneteenth، ما أدى إلى انخفاض حجم التداول والسيولة، وهو ما قد يعزز من تقلبات السوق في الأيام المقبلة.

مستقبل السياسة النقدية الأمريكية

رغم إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة، أشار المسؤولون إلى توقعات بخفضها بمقدار نصف نقطة مئوية خلال العام الجاري.

وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن التضخم قد يشهد ارتفاعًا في الصيف، بالتزامن مع بدء تأثير الرسوم الجمركية التي أعاد ترامب فرضها، موضحًا: "التعريفات تُحمّل في النهاية على المستهلكين. نعلم ذلك من تصريحات الشركات والبيانات التاريخية".

وفي ظل هذه التصريحات، تواصل الأسواق تسعير فرص خفض الفائدة مرتين على الأقل قبل نهاية 2025، رغم انقسام المحللين حول موعد بدء دورة التيسير النقدي.

ترامب يضغط على الفيدرالي

في تعليق على منصات التواصل، دعا دونالد ترامب إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 2.5 نقطة مئوية، مواصلاً ضغوطه على سياسة الفيدرالي النقدية، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد الاقتصادي الأمريكي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.