في مشهد إنساني مؤثر، ظهر طفل فلسطيني من شمال غزة يبكي بحرقة أمام الكاميرا قائلاً: "بدي أروح أجيب طحين لأهلي وطلعت عليا المقطورة"، بعدما أصيب في قدمه أثناء محاولته الحصول على كيس طحين لعائلته الجائعة.
يروي الطفل تفاصيل رحلته المؤلمة وسط الزحام والخوف، حيث اضطر للخروج رغم صغر سنه بحثاً عن قوت يومه، ليجد نفسه بين مئات العائلات التي تنتظر لساعات طويلة وصول شاحنات الطحين، في ظل حصار خانق وجوع ينهش أجساد الأطفال والكبار.
أصيب الطفل بعد أن دهسته إحدى مقطورات الشاحنات وسط التدافع، ولم يتمكن حتى من الحصول على كيس الطحين الذي خرج من أجله، بينما أكد شهود عيان أن مثل هذه الحوادث تتكرر يومياً بسبب ندرة المساعدات وخطورة الطريق، حيث يواجه الأهالي إطلاق نار وتدافعاً مميتاً، وكل ذلك فقط من أجل كيس طحين يسد رمق الجوعى في غزة.
تتجسد في دموع هذا الطفل معاناة آلاف العائلات الفلسطينية التي تخوض "معركة الطحين" يومياً، مخاطرة بحياتها في سبيل لقمة العيش، في مشهد يحطم القلب ويكشف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر.