الولايات المتحدة تستعد لأضخم عملية تلقيح ضدّ كورونا: 600 مليون جرعة للأميركيين


الاربعاء 11 نوفمبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

تسعى الولايات المتحدة إلى توزيع 600 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 خلال بضعة أشهر، لتكون بذلك البلد الأول في إطلاق إحدى أهم عمليات التلقيح في تاريخ البشرية.

وعلى الرغم من أن اللقاحات ضد الفيروسات ليست بالأمر الجديد تاريخيًا، إلا أن التلقيح ضد وباء كوفيد-19 يعد تحديًا جديدًا بحدّ ذاته، بسبب ثلاثة عوامل؛ هي الوقت الضيق لتلقيح عدد ضخم من الأشخاص، وضرورة التلقيح باستخدام جرعتين، وطريقة التخزين التي تتطلب درجات حرارة منخفضة جدًا.

كشفت شركتا "فايزر - Pfizer" و"بيونتيك - Biontech" أن اللقاح المشترك ضد كوفيد-19 الذي تعملان على تطويره فعّال بنسبة 90%، وذلك بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

وسيصبح أول لقاح مرخص له في الولايات المتحدة، وفيما يخصّ عملية الحفظ، يجب أن يبقى ضمن حرارة 94 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر)، في حين أن لقاح الإنفلونزا يمكن حفظه في الثلاجة.

تأتي لقاحات فايزر التي ستوزع في الولايات المتحدة، من أكبر مصانع الشركة في كالامازو في ميشيغن. وشحن اللقاحات سيكون عملية منظمة بدقة بين الحاويات والشاحنات والطائرات.

لذلك، سيتم ملء حاويات الشحن الحرارية بثلج جاف و975 قارورة لقاح تحتوي كل واحدة منها على خمس جرعات لإجمالي 4875 جرعة.

ستعمل ستّ شاحنات على نقل الجرعات إلى شركات نقل جوي ك"فيديكس" و"يو بي أس" ودي اتش أل" التي ستتولى توزيعها في أميركا خلال يوم أو اثنين، وفي العالم خلال ثلاثة أيام كما أعلنت فايزر لوكالة الأنباء الفرنسية.

تتوقع فيديكس القيام بنحو 20 رحلة شحن يوميًا في العالم، كما يتعين عليها الحصول على ترخيص خاص من هيئة الطيران المدني لنقل هذه الكمية الكبيرة من الثلج الجاف التي قد تطرح تهديدًا على الطاقم في حال تبخرت عن طريق الخطأ وتحولت من صلب إلى غاز كما ذكرت المجموعة.

وأعلنت شركة النقل "دي اتش أل" تقديرها بأن توزع 15 مليون صندوق تبريد خلال العامين المقبلين مع 15 ألف رحلة تقريبًا في العالم.

لدى وصول الصناديق إلى وجهتها النهائية، يمكن فتحها لفترة قصيرة مرتين في اليوم.

حذّرت خبيرة في مواجهة الأوبئة في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية جولي سوان، من أن اللقاح "لن يكون مناسبًا ليوزع على عيادات الأطباء والصيدليات الصغيرة".

يذكر أن اللقاحات يمكن أن تبقى في عبواتها لأسبوعين ما يعني أن المستشفيات لن تحتاج إلى برادات خاصة.

فيما يخص البلدان الفقيرة التي لا تملك قدرات كبيرة لتخزين كميات من اللقاح التي تحتاج إلى تبريد، فإن "فرصها ضئيلة للاستفادة من الجرعات الأولى"، كما قال الخبير في سلاسل التوريد الصحية في مركز التنمية العالمية براشانت ياداف.

وتتوقع فايزر إنتاج 50 مليون جرعة هذه السنة و1.3 مليار في 2021. كما طلبت الولايات المتحدة 100 مليون جرعة بما فيها 20-30 مليونًا، تسلّم نهاية كانون الأول / دبسمبر.

بدوره، أوصى الاتحاد الأوروبي على 200 مليون جرعة، واليابان 120 مليونًا، وبريطانيا 30 مليونًا، وكندا 20 مليونًا.