وول ستريت تتراجع بفعل توترات الشرق الأوسط وتحطم طائرة بوينج يُعمّق خسائر السوق


الخميس 12 يونية 2025 | 07:21 مساءً
وول ستريت
وول ستريت
محمد شوشة

تراجعت مؤشرات وول ستريت الرئيسية خلال تعاملات اليوم الخميس، على خلفية تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط، وتزايد الحذر بين المستثمرين الذين يترقبون تفاصيل أوضح بشأن الاتفاقات التجارية الأخيرة بين واشنطن وبكين.

مؤشرات وول ستريت الرئيسية

شهد سهم شركة بوينج انخفاضًا بنسبة 4.7% بعد تحطم طائرة من طراز "787 دريملاينر" تابعة لـ"إير إنديا" عقب إقلاعها من مدينة أحمد آباد غرب الهند، في حادث مأساوي أودى بحياة أكثر من 200 شخص.

وحذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن الشرق الأوسط بات مكانًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بدأت سحب موظفيها من هناك، مؤكداً أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

من جانبه، توعّد مسؤول إيراني كبير برد عسكري على أي فشل في المفاوضات النووية، قد يشمل ضرب قواعد أمريكية في المنطقة.

وتعليقاً على المشهد، قال كيم فوريست، كبير مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز": "إخلاء السفارات من الموظفين غير الأساسيين يبعث رسالة واضحة بأن أوقاتاً عصيبة تلوح في الأفق".

اتفاق تجاري أمريكي صيني

في الجانب الاقتصادي، أكدت الصين توصلها إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى ضرورة التزام الطرفين بالتفاهمات، غير أن المستثمرين لا يزالون بانتظار تفاصيل أكثر حول الإطار التجاري المتفق عليه.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 140.49 نقطة (0.33%) إلى 42,725.28 نقطة، وانخفض مؤشر S&P 500 بنحو 5.58 نقطة (0.09%) إلى 6,017.36 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المركب بـ 39.52 نقطة (0.20%) إلى 19,576.35 نقطة.

وعلى صعيد القطاعات، تراجعت خمس من أصل 11 قطاعًا رئيسيًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وكان قطاع الاتصالات الأكثر خسارة بنسبة تقارب 0.7%، بينما ارتفع قطاع المرافق بنسبة 0.8%.

وتفاوت أداء أسهم شركات التكنولوجيا، حيث تراجعت أسهم Alphabet (GOOGL.O) بنسبة 1.1%، بينما صعدت أسهم Nvidia (NVDA.O) بنسبة 0.3%، وارتفعت أسهم شركة Oracle (ORCL.N) بنسبة 12.1% بعد رفعها لتوقعات نمو الإيرادات السنوية.

كما حققت أسهم شركات تعدين الذهب مكاسب واضحة، مع وصول أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في أسبوع، وارتفعت أسهم نيومونت بنسبة 2.4%، وارتفعت هارموني جولد بنسبة 2.1%، وارتفعت أنجلو جولد أشانتي بنسبة 5.2%.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار

أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد ساهمت بيانات التضخم الضعيفة وتثبيت طلبات إعانة البطالة في تهدئة المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار، ويُسعر المتداولون الآن نحو 53.7 نقطة أساس لتخفيضات الفائدة بحلول نهاية 2025، مع احتمال 60% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر المقبل، حسب أداة FedWatch من مجموعة CME.

ويتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل، وسط رهانات متزايدة على توصل إدارة ترامب إلى صفقات تجارية جديدة.

ورغم التراجعات الحالية، فإن مؤشر S&P 500 لا يزال أقل بنسبة 2.1% فقط من ذروته التاريخية التي سجلها في فبراير، بينما يبعد ناسداك بنحو 2.9% عن أعلى مستوياته المسجلة في ديسمبر.

الاقتصاد الأمريكي

من جانب آخر، خفض جولدمان ساكس تقديراته لاحتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود إلى 30% بدلاً من 35%، في ضوء التراجع النسبي في حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية.

وفي الإغلاق السابق، فاق عدد الأسهم المتراجعة نظيراتها المرتفعة بنسبة 1.35 إلى 1 في بورصة نيويورك، وبنسبة 2.03 إلى 1 في بورصة ناسداك، فيما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أربعة ارتفاعات جديدة في 52 أسبوعًا، مقابل ثلاث حالات انخفاض، بينما شهد مؤشر ناسداك 24 ارتفاعًا و39 تراجعًا.