رسوم ترامب تقلب موازين التجارة.. تراجع حاد في واردات أمريكا البحرية من الصين


الاربعاء 11 يونية 2025 | 11:00 مساءً
الرسوم الجمركية
الرسوم الجمركية
محمد شوشة

شهدت واردات الولايات المتحدة عبر الموانئ البحرية تراجعاً ملحوظاً خلال شهر مايو، متأثرةً بفرض رسوم جمركية مؤقتة بنسبة 145% على عدد كبير من السلع الصينية، وذلك بحسب بيانات صادرة عن شركة "ديكارت داتامين" المتخصصة في تكنولوجيا سلسلة التوريد.

واردات الولايات المتحدة عبر الموانئ البحرية

أدت الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توقف مفاجئ في حركة التجارة بين البلدين، ما انعكس على أداء العديد من أكثر الموانئ الأمريكية ازدحاماً، وتُعد الصين الشريك الأكبر للولايات المتحدة في مجال توريد البضائع عبر البحر، حيث تمثل شحناتها العمود الفقري للإمدادات التي تعتمد عليها شركات كبرى مثل Walmart وغيرها من شركات التصنيع، بما في ذلك مصنّعو السيارات.

وفي تطور لاحق، اتفقت الولايات المتحدة والصين بشكل مفاجئ على إطار لاتفاق تجاري جديد يُعيد تعريف الرسوم الجمركية إلى معدل 30%، وهو ما يبقى مشروطاً بالموافقة النهائية، ووفقاً لهذا الاتفاق، سيتم دمج هذه النسبة مع الرسوم البالغة 25% التي كانت قد فرضت خلال ولاية ترامب الأولى، مما يرفع إجمالي الرسوم المفروضة على الصين إلى 55%.

وكان لهذا التصعيد الجمركي أثر مباشر على حجم الشحنات عبر الموانئ، لا سيما تلك الواقعة على الساحل الغربي، الذي يستقبل حصة كبيرة من الواردات الصينية، فقد سجل ميناء لونج بيتش في كاليفورنيا انخفاضاً بنسبة 20.9% في حجم الواردات، بينما تراجعت واردات ميناء لوس أنجلوس بنسبة 8.5%، وفي ولاية واشنطن، انخفضت واردات ميناء سياتل بنسبة 17.3%، وميناء تاكوما بنسبة مقلقة بلغت 39.4%.

واردات ميناء نيويورك ونيوجيرسي

أما على الساحل الشرقي، فقد انخفضت واردات ميناء نيويورك ونيوجيرسي بنسبة 15.3%، بينما تراجعت واردات ميناء نورفولك بولاية فرجينيا بنسبة 14.7%، وميناء ويلمنجتون في نورث كارولينا بنسبة 17.6%، كما تضررت موانئ خليج المكسيك أيضاً، حيث انخفضت الواردات في ميناء هيوستن بنسبة 3.4%، وميناء موبيل في ألاباما بنسبة 20.4%.

في المجمل، سجلت الواردات الأمريكية من السلع الصينية انخفاضاً بنسبة 28.5% على أساس سنوي خلال شهر مايو، في دلالة واضحة على حجم التأثير السلبي للسياسات الحمائية المفروضة مؤخرًا.

وبالرغم من التوصل إلى هدنة جمركية مؤقتة خفّضت الرسوم إلى 30%، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لاستعادة مستويات الشحن السابقة، حيث قال رئيس ميناء لوس أنجلوس، وهو الأكبر في البلاد، إنه لا يتوقع طوفاناً من الشحنات في المدى القريب، موضحاً أن الرسوم البالغة 30% ما تزال تُثقل كاهل المستوردين بتكاليف مرتفعة.

ويشير هذا التراجع الحاد في الحركة التجارية إلى هشاشة سلاسل التوريد العالمية أمام القرارات السياسية والجمركية المفاجئة، كما يعكس حجم التوتر المستمر في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.