أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن روسيا تبذل كل ما في وسعها لضمان عدم خروج أي نتائج من المحادثات المقترحة بين الطرفين في إسطنبول، والمقررة في الثاني من يونيو المقبل، معتبراً أن غياب التحضير المناسب يهدد جدوى هذه المفاوضات.
المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول
شدد زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، على أن أي اجتماع لا بد أن يكون ذا معنى، وهو ما يتطلب جدول أعمال واضحًا واستعدادات ملائمة، مضيفًا: "من المؤسف أن روسيا تبذل قصارى جهدها لإفشال أي تقدم محتمل".
وفي ظل هذا التصعيد، تواصل أوكرانيا رفضها الالتزام بحضور المحادثات دون الاطلاع المسبق على المقترحات الروسية، على الرغم من ضغوط تمارسها كل من موسكو وواشنطن، يقول أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إن كييف لا تمانع مبدأ الحوار، لكنها تشترط الحصول على مقترحات واضحة ومتوازنة من الجانب الروسي قبل أي لقاء.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الوفد الروسي سيتوجه إلى إسطنبول يوم الإثنين، وأنه سيكون مستعدًا لبدء المحادثات مع الجانب الأوكراني، مضيفًا: "التركيز الحالي ينصبّ على المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، ويتم العمل على وضع قائمة شروط لهدنة مؤقتة".
وقف توسع حلف شمال الأطلسي
كانت رويترز قد أفادت، في وقت سابق، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشترط لإنهاء الحرب تعهدًا خطيًا من قادة الدول الغربية بوقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتجاه الشرق.
وصرح كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، أن قلق موسكو من توسع الناتو "مبرر"، وأن واشنطن لا تسعى لانضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري.
وفي موسكو، رحّب بيسكوف بتصريحات كيلوج، معتبرًا أنها تعكس فهمًا واضحًا لموقف روسيا، حتى داخل الدوائر السياسية الأمريكية.
من جهته، أبدى وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا حذرًا في تصريحاته، مشيرًا إلى أن نجاح الاجتماع المقبل يتوقف على الحصول مسبقًا على وثيقة تتضمن مواقف الطرف الآخر، ليتمكن الوفد الأوكراني من بحثها بفعالية، دون أن يحدد موقف بلاده في حال عدم استلام هذه الوثيقة أو موعدًا نهائيًا لتلقيها.
وقال: "نرغب بإنهاء هذه الحرب خلال العام الحالي، ونرحب بتثبيت هدنة حتى لو امتدت 30 أو 50 أو 100 يوم"، مؤكدًا رغبة بلاده في التوصل إلى حلول عملية.
الحرب الروسية الأوكرانية
يُذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت بشكل واسع النطاق في فبراير 2022، لا تزال مستمرة دون بوادر حقيقية على التسوية، في ظل تباعد مواقف الطرفين، وتراجع الجهود الدبلوماسية إلى حد كبير.