أكد محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، أن التراجعات الأخيرة التي شهدتها أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين تُعد طبيعية ومحدودة في ظل تعافي الدولار الأمريكي، موضحًا أن المعدن الأصفر لا يزال يحظى بزخم قوي ويحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن، خاصة في أوقات الأزمات.
وأشار صلاح إلى أن الذهب كان قد حقق الأسبوع الماضي أفضل أداء له منذ أكثر من شهرين، بارتفاع تجاوز 4%، وذلك على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، خصوصًا تلك المرتبطة بدول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن تأجيل فرض الرسوم حتى 9 يوليو أدى إلى تهدئة نسبية في الأسواق، ساهمت في دعم الدولار ودفع الذهب إلى التراجع مؤقتًا، مضيفًا:
"الذهب يتفاعل بقوة مع الأخبار السلبية، لكن التصحيحات الناتجة عن التهدئة تكون محدودة ولا تعكس تغيرًا في التوجه العام الصاعد للمعدن".
وأكد أن الطلب على الذهب لا يزال قويًا، لا سيما من قبل البنوك المركزية، التي تواصل تعزيز احتياطاتها، مشيرًا إلى تقارير دولية تُظهر أن الأسر حول العالم باتت تخصص نسبة غير مسبوقة من ثرواتها للذهب، وصلت إلى 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي الأعلى منذ 50 عامًا.
الفيدرالي الأمريكي.. وتأثير أسعار الفائدة
وتطرّق صلاح إلى سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، معتبرًا أن الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة قد يقلل من شهية المستثمرين تجاه الذهب جزئيًا، لكنه شدد على أن السوق قد "سعّر" بالفعل التوجه بعدم الخفض، وبالتالي فإن تأثير ذلك أصبح محدودًا.
وأضاف: "العامل الأبرز الذي يحرك الذهب حاليًا هو المناخ السياسي والتجاري، وليس فقط سعر الفائدة، وإذا تعرض الفيدرالي لأي ضغوط لخفض الفائدة مجددًا، فإن ذلك سيدفع الذهب نحو موجة صعود جديدة".
توقعات الأسعار: ارتفاعات قياسية محتملة
توقع محمد صلاح أن يستمر الذهب في اتجاهه الصاعد، مشيرًا إلى أن أي تراجع لن يهبط بالسعر إلى أقل من 3100 إلى 3150 دولارًا للأوقية، حتى في حال استمرار التهدئة السياسية.
كما رجّح أن تصل أسعار الذهب إلى 3700 دولار للأوقية بحلول نهاية العام، ما لم يتم التوصل إلى حلول حاسمة في الملفات الجيوسياسية والتجارية العالقة.