أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن تفاؤله بإحراز تقدم في المحادثات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي المتسارع، مؤكدًا أنه لا يرغب في اندلاع مواجهة عسكرية أو "سقوط القنابل".
وجاءت تصريحات ترامب للصحفيين في ولاية نيوجيرسي أثناء استعداده للعودة إلى واشنطن، حيث قال: "أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران أمس واليوم، ولنرَ ما سيحدث. لكنني أعتقد أننا قد نشهد أخبارًا سارة على الصعيد الإيراني".
شهدت العاصمة الإيطالية روما نهاية الأسبوع الماضي جولة خامسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة مسؤولين من سلطنة عمان، حيث أعلن المسؤولون العمانيون عن تحقيق "بعض التقدم، ولكنه ليس حاسمًا" حتى الآن.
وأشار ترامب إلى أن الاجتماعات تسير في الاتجاه الصحيح، مضيفًا: "لا أعرف إن كنت سأخبركم بأي شيء جيد أم سيئ خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد. لقد أحرزنا تقدمًا حقيقيًا، تقدمًا كبيرًا".
وتعكس هذه التصريحات تحولًا ملحوظًا في استراتيجية الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، حيث انتقلت من سياسة العقوبات والتهديدات العسكرية خلال ولايته الأولى إلى نهج دبلوماسي يسعى لإحياء المفاوضات النووية والحد من برنامج التخصيب الإيراني دون تصعيد عسكري.
ويؤكد مراقبون أن ترامب أعطى فريقه الضوء الأخضر للدبلوماسية المتجددة مع إيران، رغم رفضه رغبة إسرائيل في شن ضربات عسكرية ضد طهران، مع الإشارة إلى أن برنامج التخصيب الإيراني لا يزال "خطًا أحمر" بالنسبة للولايات المتحدة.
ورغم التقدم النسبي، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التوصل لاتفاق نهائي، أبرزها رفض طهران شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، أو الدخول في مناقشات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.
كما تؤكد إيران مرارًا أنها لن تقبل بتفكيك كامل لبرنامجها النووي، في حين يصر ترامب على أن هدف المفاوضات هو "التفكيك الكامل" لهذا البرنامج، لكنه أبدى في الوقت ذاته انفتاحًا على إمكانية تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية فقط.
وتأتي هذه التطورات في ظل ضغوط داخلية على ترامب من قبل أطراف متشددة في إدارته، بالإضافة إلى دعم شعبي كبير لأي تحرك يضمن منع إيران من امتلاك سلاح نووي. ويترقب المجتمع الدولي نتائج هذه المفاوضات، وسط تحذيرات من أن الفشل في التوصل لاتفاق قد يعيد المنطقة إلى أجواء التصعيد العسكري ويهدد الاستقرار الإقليمي.